نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر سياسية أن فريقي 8 و14 "هما في حالة موت سريري منذ فترة وليس الآن، وهذا بسبب الظروف التي لا تسمح بخلق تحالفات جديدة نظراً للشرخ الحاصل في المنطقة ككل وليس فقط في لبنان".

ولفتت الى ان "هناك "علاقات عابرة" تدخلها الجهات المشكلة لهذين التحالفين، وتخوض غمارها خارج إطارهما، والدليل أن لقاءات "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" أكثر من لقاءات التيار مع حركة أمل".

وأشارت الى ان "اللقاءات بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" أكثر من تلك التي تُعقد بين "المستقبل" وحلفائه، وعلى رغم ذلك ما زلنا نتحدث بما يُسمى 8 و14 لأن الوضع في سوريا جمّد أي تغيير ممكن، خصوصاً أن هذين الاصطفافين غير مرتبطين بالانقسام اللبناني بمقدار ارتباطهما بمحاور المنطقة، تحديداً المحور الإيراني-السوري والسعودي-الخليجي، وبالتالي طالما هناك ولاء من الأطراف اللبنانيين لهذين المحورين، طالما 8 و14 سيستمرّان".

وكشفت المصادر انه "كان من المنتظر أن تكون الانتخابات النيابية بدايةَ خروج من الانقسام، لكن حاليّاً معيار بقاء هذين الفريقين أو عدمه لا يمكنه الظهور إلّا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية الذي سيوضح أكانت ​8 آذار​ ستكون فريقاً واحداً مع مرشّحٍ واحد وكذلك الحال لـ14 آذار، وهو ما لا يمكن حسمُه في انتظار الانتخاب".

وتَعتبر المصادر "اننا لم نصل لمرحلة الجدّ بعد، فما زلنا في مرحلة "المقبّلات قبل المازة"، إذ إن اجتماعات كل من 8 و14 آذار ما زالت قائمة، لكن الأهم أن القناعة غابَت والحماسة فُقِدت، اجتماعاتُهم أضحت "عادة" أكثر من كونها أيّ شيء آخر، لأن المرحلة التي أفرَزت هذين التحالفين تغيرَت، وطرأت تطورات كثيرة على الساحة وفرَضت إعادة النظر في هذا التموضع، لكن انحياز الأطراف الى المحاور الإقليمية يَحول دون التغيير وخلق اصطفافات جديدة".