دخلت محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة إلى منعطف تشابكت من خلاله «خطة الدفاع» مع السياسة إضافة إلى جهود القاضي لطوف الحثيثة بإعادة الأمور إلى صوابها القانوني. فالدفاع الذي احكم خطته بالطلب إلى موكله التزام الصمت لاسيما بعد طلب الادعاء الطارىء بالتزوير الذي تقدموا به ويتضمن اتهاماً لفرع المعلومات بهذا الامر كون العبارة المحذوفة وردت في محضر الضابطة العدلية للفرع. لذا فان بعض المصادر المتابعة للملف تعتبر أن البعض في فريق الوزير سماحة ينتظر ويتوقع تغييرا جذريا في الأوضاع والظروف ولربما تغييرا في المشهد السياسي عبر انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية او انهم لا يحبذون استجواب سماحة لحين انتهاء محكوميته في كانون الاول المقبل على الرغم من ان الوزير سماحة اعتبر انه يريد مهلة كي يتمكن من الاطلاع على داتا الاتصالات وبناء على كل ذلك يبنى المقتضى. وضمن هذه التيارات تأجلت المحاكمة لكن لأجل قصير عل الأفرقاء يلتقطون الأنفاس للانتهاء من القضية التي شغلت الرأي العام اللبناني وتركت التداعيات على ملف العلاقات اللبنانية السورية.

لم يكن ارجاء جلسة سماحة امراً في عالم الغيب بعدما طرأت عدة امور استدعت من وكلاء الدفاع ارجاء الاستجواب لعدة اسباب منها الاطلاع على داتا الاتصالات للهاتفين الثابتين لتمكين سماحة من مؤسسة «اوجيرو»، وعدم حصولهم على داتا الاتصالات لرقمي الهاتفين الخليويين الخاصين بسماحة وسكريتيرته كلادس اسكندر، اضافة الى الادعاء الطارىء بالتزويرالذي تقدم به وكلاء الدفاع في 25 -11-2015 حيث تبين لهم انه تم حذف عبارة مهمة اثناء حوار ميلاد الكفوري مع سماحة وقد تبين ان هذا الادعاء تناول ما ورد في محضر الضابطة العدلية في فرع المعلومات التي قامت بتفريغ التسجيلات وهو المرفق بالملف وبعد مشاهدتهم لما ورد في هذه التسجيلات (وكانت الديار قد اشارت في عدد البارحة ان الكلام المحذوف من المحضر يتعلق بسؤال الكفوري لسماحة «بالنسبة للطوائف» حيث اجاب الاخير ما في استهداف للطوائف).

لم يختلف مشهد انعقاد الجلسة عن الجلسات السابقة من حيث توقيت حضور عائلة سماحة وبقاء ابنته البكر متكأة على الحائط وهي تحدق بوالدها الذي ادخل الى قاعة محكمة التمييز عند الساعة الحادية 11 و20 دقيقة وقد افتتحت الجلسة بتأكيد رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طاني لطوف بحضور المستشارين من الضباط والمحامي العام التمييزي القاضي شربل ابو سمرا، على ان وكلاء الدفاع عن المتهم المميز ميشال سماحة المحامون صخر الهاشم وشهيد الهاشم ورنا عازوري قد اطلعوا مع موكلهم على التسجيلات باشراف العميد خليفة وقد تم ضم المحضر بذلك الى الملف، كما ان المحكمة قد ورد اليها ادعاء طارىء بالتزوير، وطلب استئخار النظر في الدعوى عملاً بالمادة 379 اصول محاكمات جزائية، وقد تم عرضه على القاضي ابو سمرا الذي طلب احالته الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لاتخاذ القرار بشأنه ومتابعة السير بالدعوى الى حين صدور القرار من قبل الاخير، وقد ترك المحامي صخر القرار لرئيس المحكمة الذي قرر احالة الادعاء الى مفوض الحكومة لاتخاذ القرار، على ان يتابع السير في المحاكمة الى حين ورود القرار من الاخير ليبنى على الشيء مقتضاه.

كما اكد القاضي لطوف على انه ورد الى المحكمة قرص مدجمج يحتوي على كامل داتا الاتصالات العائدة للرقمين الثابتين لهاتف مكتب سماحة من قبل مؤسسة «اوجيرو» اما بالنسبة لداتا الاتصالات فيما يتعلق بالهاتفيين الخليويين 03-300600 و03627435 فلم ترد الى الآن.

وقد طلب المحامي الهاشم الاطلاع على محتوى الداتا للهاتفين الثابتين فوافقت الرئاسة بعد سؤال المحامي العام الذي لم يبد اي مانع، وقد استمهل المحامي الهاشم للاطلاع على داتا الاتصالات العائدة للرقمين الثابتين التي وردت من مؤسسة اوجيرو بانتظار ورود الداتا العائدة لرقمي الهاتفين الخلويين الخاص بالمتهم سماحة وبسكريترته.

وقد اكد المحامي العام التمييزي القاضي شربل ابو سمرا ان داتا الاتصالات هي وثيلة اثبات على ما سيدلي به المميز ولكنه يطلب مباشرة استجواب المتهم بانتظار ورود داتا الاتصالات وتسطير كتاب تأكيدي بخصوص الداتا العائدة للهاتفيين الخليويين وهنا صرح المحامي الهاشم ان موكله غير مهيأ للاستجواب، فكان رد رئيس المحكمة القاضي لطوف (4 جلسات مرت وهو غير مهيأ شو جايين نعمل)، فكان جواب الهاشم ان داتا الاتصالات مهمة بالنسة لنا لنبني عليها موقفنا وان موكله لديه تصريح يرد ان يدلي به وقد سمح لسماحة بالكلام حيث اكد انه يقر بموضوع نقل المتفجرات ولكنه يحاكم على النية بالنسبة لباقي التهم وهو يصر على تأمين كافة حقوق الدفاع بعد تأمين داتا الاتصالات ومضمون المقابلة بينه وبين ميلاد كفوري في تاريخ 1-8-2012 كونه تم حذف منها عنصر اساسي عمداً ويعتبره تزويراً لادانته في استهداف الطوائف. وهو يطلب منحه حقوقه كونه لا يملك هذه المستندات، فكان رد الرئيس لطوف ان المحكمة لا تمنعه من ذلك ولكنها لم تستمع الى روايته للاحداث لاسيما وان هناك 3 روايات ومن حق المحكمة الطبيعي ان تستمع اليها.

واضاف لطوف نحن نقوم بجهد لنؤمن لك حق الدفاع وكان جواب سماحة ان اثبات روايتي مرتبط بها، الا ان لطوف رغم انه وافقه على الامر اكد له انه من الضروري الاستماع الى الرواية الاساسية، وان كان هناك امر ما يمكن ان يتم السؤال عنه فعندها يعتد بداتا الاتصالات، لكن سماحة اكد ان ذاكرته حول ما يتعلق بتاريخ الاتصالات بين شباط وتموز واب لا تساعده على استذكارها من هنا اهمية الاطلاع على الداتا وهي بمثابة مستند مهم له، عندها سأله القاضي كيف ادليت بـ3 افادات وعلى ماذا استندت، اجاب سماحة كنت موقوفاً في ظروف معينة ولذلك انا اطلب ان احصل على افادتي كاملة وموثقة، عندها توجه اليه القاضي لطوف بالقول اذا تم الحصول على الداتا فعلى ماذا ساستند لاناقش مضمونها فاجاب سماحة سامارس حقي وفق المادة 253 (التزام الصمت) الى حين ورود داتا الاتصالات كوني ساعتمد عليها خلال روايتي للاحداث لان ما هو موجود في المحضر يعود الى ما بعد 27 تموز في حين ان الاهمية تكمن في ما حصل قبل هذا التاريخ.

واستمر النقاش بين سماحة والقاضي لطوف الذي اكد ان اجراءات المحكمة تفترض الاستماع الى مجرى الاحداث وعلينا البدء من مكان ما، فاما ان تحدد لنا الافادة التي تريد الاعتداد بها لنباشر من نقطة ما لنتمكن من اجراء محاكمة طبيعية عادلة، وقبل التحدث عن داتا الاتصالات عليك ان تروي ما حصل، وهنا اجرى المحامي الهاشم مداخلة حيث توجه الى رئيس المحكمة بالقول «نحن في الحبس والمحكمة لديها كامل الوقت» فما كـان من القـاضي لطوف الى ان طلب منه ان يجلس مكانه ويتخذ القرار، فما كان من الهاشم الا ان عبر عن اعتذاره مؤكدا ان المكان لا يمكن ان يكون الا، فرد لطوف كل كلام يدلى به خارج هذه المحكمة هو محاكمة تلفزيوينة، فاجاب الهـاشم «بدأت تلفزيونياً»، لكن لطوف اكد ان المحكمة هي من لديها الصلاحيات بتحديد الاجراءات الطبيعية للسير بالمحاكمة والامور الاخرى التي تعتبر فيها ان حـقك مـهودر تدلي بها الى الاعلام، وقد طلب الهاشم تأجيل الاستجواب لحين حصولهم على داتا الاتصالات وهو يطلب من موكله التزام الصمت، فرد القاضي لطوف لا مصلحة لك، الا اننا سنسير بالمحاكمة التي هي قضائية وليست سياسية، حينها قررت الرئاسة اعطاء المتهم المميز الوقت لتحصين نفسه لحين موعد الجلسة المقبلة التي تقرر موعدها في 10-12-2015 على ان يكون جاهزاً للاستجواب لافتاً الى انهم كمحكمة «عم نعطي اكثر من حقه» وتوجه سماحة في ختام الجلسة الى القاضي لطوف بالقول انا «قاعد منفرد ما عندي داتا لشي وانا بحاجة لانعش ذاكرتي فرد لطوف هذا حقك وهو محفوظ ولكن علينا البدء من مكان ما وهو حق طبيعي للمحكمة ان تستمع الى ما حصل لتسير الامور وكالعادة تمكنت عـائلة سماحة من لقائه وكذلك المحامون لحوالي ساعة والتي كانت عادة تحصل لمدة نصف ساعة لكن لقاء سماحة بوكلاء الدفاع كان السبب في تمديد الوقت المفترض.