لفت رئيس مجلس الوزراء ​تمام سلام​ الى أنه "على رغم كل الظروف الخارجية المحيطة بالبلاد والاوضاع الداخلية الصعبة، يأتي معرض الكتاب العربي، كعادته كل عام، ليشكل مساحة لقاء حول الفكر بعيدا عن السياسة ومباذلها، والاقتصاد ومتاعبه، والأمن وتحدياته"، معتبرا أن "معرض الكتاب هو مهرجان للكلمة الحرة بكل ما فيها من سحر وسلطان، نراهما في آلاف الكتب الموزعة في ارجاء هذا المكان".

وشدد سلام على "ضرورة ايلاء الكتب الدينية عناية خاصة والتدقيق في مضامينها، والتفريق بين الغثّ والسمين في ما يكتب وينشر في شؤون الدين"، مشيرا الى أن "التساهل في معايير نشر الفكر الديني، سواء تعلّق الأمر بالكتاب أو بالاعلام المرئي والمسموع، من شأنه ان يفتح الباب للترويج لمفاهيم خاطئة للدين، وللتأثير السلبي على عقول الشباب مما يؤدي الى انحرافهم عن الطريق السويّ ورميهم في احضان التنظيمات الارهابية المتطرفة".

ورأى "أننا نلمس ونرى كلّ يوم نتائج هذا الفكر المتطرف وتأثيره الخطير على شبان يلقون بأنفسهم الى الموت في سبيل ما يعتقدون انه واجب ديني."، مضوحا "أننا شهدنا ذلك في بلادنا مرات عدة كان آخرها في برج البراجنة حيث حصد الارهاب حياة عشرات المدنيين الابرياء. كما شهدناه في باريس حيث نشر شبان، عطّل الفكرالظلامي عقولهم، الموت المجاني في الشوارع باسم فهم خاطىء ومشوّه للاسلام".

وأكد سلام "أننا في لبنان واجهنا ومازلنا نواجه الاعمال الارهابية الرامية إلى زرع الفتنة وزعزعة استقرار بلادنا بفضل تضافر عاملين رئيسيين. الأول هو يقظة وتفاني جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية التي تقدّم أداءً مميزاً يلقى من اللبنانيين كلّ تقدير، والثاني هو حرصٌ على سلمنا الأهلي الذي بقي عصيّاً على الفتنة رغم كل المحاولات".

وأضاف: "شهدنا بعد العملية الارهابية الأخيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، إجماعا وطنياً عكس قدراً عالياً من الحكمة والمسؤولية لدى القيادات السياسية. ونحن نرى ان هناك امكانية للبناء على هذه المواقف من اجل ايجاد السبل للخروج من الأزمة السياسية الراهنة"، مشددا على أن "الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري أو الحوارات الثنائية بين القوى السياسية، تشكل الطريق الأسلم للتوصل الى تفاهمات تخرج الحياة السياسية من الطريق المسدود، وتنهي حال الجمود والتعطيل سواء في السلطة التشريعية او السلطة التنفيذية، بما يحصّن وضعنا الداخلي في مواجهة تداعيات الحروب الدائرة في جوارنا، وبما يخدم مصالح جميع اللبنانيين".

وأعلن سلام عن تأييده لـ"أي تقارب أو انفتاح بين القوى السياسية، ونؤكد أن الأولوية القصوى في أي نقاش أو صيغة تسوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس للجمهورية"، معربا عن أمله بـ"لقاء آخر في ظروف أفضل، للبنان واللبنانيين ولمنطقتنا العربية. وأعلن افتتاح معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت في نسخته التاسعة والخمسين".