إختتم البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ أعمال مؤتمر مطارنة الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية في المكسيك بقداس احتفالي في بازيليك سيدة غوادالوبي، عاونه فيه مطارنة الانتشار والرؤساء العامين ولفيف من الكهنة بحضور آلاف المؤمنين من اللبنانيين والمكسيكانيين.

وأوضح الراعي ان "الثقافة اللبنانية المسيحية - الاسلامية المشتركة تبقى أقوى من كل ما يحاك للبنان من مؤامرات فتنة ومن مكائد تخدم مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يقوم على إنشاء دويلات اثنية وطائفية خدمة لمصالح قريبة وبعيدة"، لافتاُ إلى أن "بلدان الشرق الاوسط تحتاج، كما كل بلد، الى إصلاحات داخلية ولكن تلك الاصلاحات لا تكون بالحرب وبدعم الاصوليات وباللعب على التناقضات الداخلية وعلى الوتر الديني والطائفي".

وأكّد ان "مشروع اللبنانيين الوحيد هو الحفاظ على نموذج وطنهم الفريد وهو العيش المسيحي - الاسلامي بأخوة وتعاون وتفاهم ومساواة تحفظ للجميع كرامتهم على قاعدة المواطنة في ظل نظام ديمقراطي يفصل بين الدين والدولة ويحترم كل الأديان والطوائف وحقوق الانسان ويؤمن الحريات العامة"، معتبراً انه "لا يحق لأحد ان يقتلع شعبا من ارضه ويعبث بتاريخه، وهذه مسؤولية تقع على ضمير الاسرة الدولية".

وأشار الراعي إلى أن "بعض المسلمين يعتبرون ان القرارات الآتية من الغرب هي مسيحية ويصفونها بالصليبية وهذا خطأ فادح وعلى اوروبا ان تعرف كيف تتعاطى مع المسلمين لتجنب خلق ردات فعل لديهم، فالمسلمون بغالبيتهم الساحقة معتدلون وان الإرهابيين هم اعداء الاسلام والمسيحية لا بل اعداء كل البشر"، لافتاً إلى أن "العلاقات الطيبة بين رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في الشرق الاوسط عامة وفي لبنان خاصة إذ تعقد القمم الروحية بشكل مستمر وحين تدعو الحاجة".