ليس سليمان فرنجية، وحده، في مواجهة المرحلة، إنما الموارنة جميعاً هم على المحك... وبالأولويات: العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميّل.

إنّ التطور الرئاسي المستجد وضع الجميع أمام حساباتهم الصعبة. إلا أنه وضع المسيحيين عموماً والموارنة تحديداً أمام الحساب الأشدّ صعوبة والأكثر دقة وربما الأكثر خطورة أيضاً.

ونود أن نشير الى أننا نكتب هذا الكلام من دون أن يكون لنا موقف مسبق من مترتبات ترشيح الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية للرئاسة. أو من دون أن يكون لهذا الترشيح تأثير على ما سنورده ها هنا، لأنه ينطلق من نظرة الى الواقع بعيداً عن المؤثرات.

أولاً - ماذا يريد الموارنة؟

السؤال نطرحه في ضوء الخطاب السياسي للأطياف المارونية كلها من معراب الى الرابية الى بكفيا فبنشعي.

لقد صنّف الزعماء الموارنة أنفسهم صفين: صفاً أوّل رباعياً ضم الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية... وصفاً ثانياً يضم الآخرين بدرجات متفاوتة.

ولقد رفع جماعة «الصف الأول» شعار «الرئيس القوي» ويقصدون به أنفسهم. وعندما وقعت القرعة على أحدهم في الترشحات (العماد عون) تبرّأ منه إثنان على الأقل. ولاحقاً عندما إنتقل الحظّ من الرابية الى بنشعي تمنع الثلاثة الآخرون عن التأييد... حتى إشعار آخر.

يرشحون أنفسهم، ولا يؤيدون بعضهم البعض، ولا يتفقون على خامس من خارج لائحتهم... ويريدون رئيساً للجمهورية.

ويرفضون التشريع من دون رئيس. ويخنقون الحكومة لأن لا رئيس في البلد.

فماذا يريد الموارنة؟

ثانياً - إن المسيحيين في لبنان، والموارنة بالتخصيص، يريدون أن يعرفوا ماذا يحول دون أن يتفق الموارنة (الأقوياء) على شخصية تشكل جامعاً مشتركاً في ما بينهم لتشغل رئاسة الجمهورية؟

طبعاً ليس السائلون والمتسائلون من السذاجة كي لا يعرفوا ما الذي يمنع. إلاّ أن السؤال والتساؤل ينطلقان من إقتناع راسخ بأنهم لو أرادوا لفعلوا... أي لو أراد رباعي عون - جعجع - الجميل - فرنجية أن يتفقوا على رئيس لفعلوها.

ثالثاً - سيواجه ترشيح سليمان فرنجية عراقيل كبيرة من دون أدنى شك خصوصاً إذا صح ما تسرّب عن لقاء بكفيا بين رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل وموفد وليد جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور حول إصرار سامي على إقرار قانون الإنتخاب قبل الإنتخابات الرئاسية.

وإذا كان هذا البند شرطاً كتائبياً معلنا، فهو أيضاً شرط قواتي وعوني الخ...

ولكن (ودائماً ضمن الواقع الماروني) هل انّ أقطاب الموارنة ما زالوا قادرين على التوافق على قانون إنتخابات، وهم الذين توافقوا على «القانون الأرثوذكسي» الذي سقط على الطريق بين الصرح البطريركي في بكركي واعتاب مجلس النواب في ساحة النجمة؟!

وباختصار: أولاً وثانياً وثالثاً و... الى آخر «المعدودة»: ماذا يريد الموارنة؟!

وللبحث صلة.