تحدثت "الاخبار" عن صمت عميق يخيّم على الرابية. ينقل زوّارها عن العماد ميشال عون هدوءاً لم يُعرف عن الرجل الذي يعتقد كثيرون أن من أسهل الأمور استثارته. ونقلت مصادر قريبة من الرابية أن لا تطور مستجداً يستدعي إعلان موقف ما، بدليل أن النائب سليمان فرنجية نفسه كرّر، بعد جلسة الحوار الأخيرة، أن العماد عون "لا يزال مرشح فريق 8 آذار".

هدوء عون، وإن كان على زغل، ينبع من أمرين أساسيين: ثقة مطلقة بموقف حزب الله الى جانبه رغم هواجس البعض، ويقين بأن شراكة المسيحيين في النظام باتت أمراً واقعاً لا يمكن الآخرين ــــ ولا بعض المسيحيين ــــ تجاوزه. الشراكة، بالنسبة الى المسيحيين، باتت أشبه ما يكون بسلاح المقاومة، لجهة كونها مسلّمة لا يمكن أحداً تجاهلها. ولعل واحدة من أبرز خلاصات ترشيح رئيس المستقبل سعد الحريري لفرنجية، والتي يُنسب فيها الفضل الى عون نفسه، هي أنه لم يعد في إمكان أحد تجاوز الرئيس القوي وذي الحيثية التمثيلية. "خط الانتاج" لرؤساء من طراز ميشال سليمان توقف.

بعد أسبوع على عاصفة لقاء باريس يوحي زوّار الرابية بأن أحداً غير "مضغوط" بالوقت، وأن الأمور، على غير ما يبدو، ليست "على النار"، وأنه لا يكفي أن يقول سعد الحريري للرئاسة "كوني فتكون".