لفتت صحيفة "الرياض" السعودية، الى ان قيام السعودية بتصنيف أسماء قياديين ومسؤولين من "حزب الله" على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لصالح الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطة الحزب باعتبارهم شخصيات وكيانات إرهابية، يأتي في إطار إصرار السعودية على ضرب مصادر تمويل العمليات الإرهابية التي يقوم بها "حزب الله"، وذلك من خلال التقصي عن أنشطته وعملياته المالية، التي تدور حولها شبهات كبيرة، لاسيما تلك المتعلقة بغسيل الأموال وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة، سواء أكانت تلك الأنشطة في السعودية أم دول الخليج أو حتى في أميركا الجنوبية حيث تنسق السعودية مع شركائها في عدد من العواصم اللاتينية لأجل هذا الأمر.

واشارت الى ان السعودية تدرك أن العمليات المالية لـ"حزب الله" تعتمد ويستند جزء كبير منها إلى الدعم الإيراني، الذي دأب دوماً على تمويل الجماعات والمليشيات الإرهابية في المنطقة، كأذرع يحقق من خلالها أهدافه بخلق بؤر التوتر في المنطقة، وحسب عمليات التقصي فإن ما يتلقاه الحزب من إيران قد يصل إلى 200 مليون دولار.

ورأت ان جزءاً كبيراً من التزام السعودية تجاه المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، لا يقتصر على منظمات دون أخرى، إذ تنظر الرياض إلى الإرهاب باعتباره آفة لا يمثل ديناً ولا ثقافة ولا هوية، ففي موازة جهدها المكثف لتجفيف مصادر "حزب الله" تعمل المؤسسة الأمنية في السعودية بذات الوتيرة لاستهداف موارد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يعتمد في مداخليه على عمليات الخطف والابتزاز وبيع الآثار والنفط والضرائب والعديد من الطرق الملتوية وغير المشروعة الممتدة في بعض الأحيان إلى عدد من الدول في المنطقة، لافتة الى ان السعودية تدرك أن جزءاً من الحرب على الإرهاب ينطلق من تجفيف منابع تمويله لإيقاف عملياته وتعطيلها.

واشارت الى إن الموقف الدولي يبدو اليوم عازماً بشكل كبير على مكافحة الجماعات الإرهابية يدفعه اليقين بضررها وتهديدها للأمن العالمي، وهذا لا يعني الاكتفاء بموجهتها أمنياً فقط بل وسياسياً من خلال تسمية الأمور بمسمياتها، فالاعتراف بأن دولة ما داعمة للإرهاب يقتضي مواجهتها بشكل صريح وصارم بهذه الحقائق، وعدم الركون إلى توقعات أو احتمالات مستقبلية تنفيها الحقائق الآنية الواضحة.