الذين بَقَوا ينادون بإنجاز الإستحقاق الرئاسي على مدى عام ونصف عام من عمر الشغور، ألم يعودوا مستعجلين على إنجازه؟

ولماذا هُم في واجهة المنتقدين لهذه الحركة بين بيروت وباريس والرياض؟

ألا يريدون لهذا الإستحقاق أن يُنجَز؟

والذين ينادون ب لبننة الإستحقاق الرئاسي، لماذا فجأة بدأوا يسألون، حين علموا بلقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والوزير فرنجيه، عن موقف هذه الدولة أو تلك؟

هل هكذا تكون اللبننة في نظرهم؟

ماذا يُزعجهم أن يلتقي زعيمان لبنانيان على وضع أسس المرحلة المقبلة؟

***

هنا كلمة السرّ الرئاسية:

قانون الإنتخابات، والبعض الآخر يسميه التسوية الشاملة، ولو لم تكن هذه المسألة مطروحة، لكانت إنتخابات الرئاسة أُنجزت منذ زمن بعيد.

***

ولنكن صريحين، لا أحد في البلد يريد أن يُسلِّم رأسه لأحد على الإطلاق. الأفرقاء مرتابون من بعضهم البعض، فلا قوى 14 آذار تريد أن تذوب في 8 آذار، ولا 8 آذار تريد أن تذوب في 14 آذار، إنَّ عدم الذوبان المتبادل يقود إلى أنَّ الفريقين يبحثان عن التسوية، وهذه التسوية لا تكون على رئاسة الجمهورية فقط، بل على الحكومة الجديدة ورئيسها وعلى الحقائب الأساسية فيها أو ما يصطلح على تسميته الحقائب السيادية، وكما تقول مصادر موثوقة إنها ستضم أكثر من 30 وزيراً من التكنوقراط كي ترضي ليس الكتل النيابية فحسب بل طموحات الناس، وعلى قانون الإنتخابات الذي يتيح الإبقاء على الحد الأدنى من توازن القوى من دون الدخول في فلسفته أكثر من اللزوم بل ربما السير في قانون على أساس 8 آذار أخذت الرئاسة و14 آذار لا تمانع في قانون ال 60. هذا ما يسمّى بتوازن الرعب بين الأفرقاء، فهذا التوازن هو الذي يتيح دائماً المحافظة على إستقرار البلد.

هل مازال هذا البلد يحتمل خضَّات واهتزازات؟

ربما المطلوب شيءٌ من التواضع السياسي، فالوضع اليوم بعد عام ونصف عام على الشغور الرئاسي هو غيره كما كان في أيار 2014، هناك فرصة، ألا يجدر تلقفها والبناء عليها؟

***

كما نقلت مصادر موثوقة ان غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المتواجد في المانيا التقى المغترب شاغوري، قد إتصل غبطته بمعالي الوزير فرنجيه لإستيضاح ومعرفة التفاصيل عن كثب.

أين الواقعية السياسية؟

من غير الواقع أن يعتبر أحدٌ أن الوزير فرنجيه تحرَّك إرتجالياً، لديه حلفاؤه ويتشاور معهم. والأمر نفسه ينطبق على الرئيس الحريري، فهل ينتقل من الرياض إلى باريس من دون أن يتشاور مع أحد؟

منذ ايام 2014 حتى اليوم، ثمانية عشر شهراً، إنها الفرصة الوحيدة الجديَّة، أين الحكمة في عدم تلقفها والبناء عليها والسير بها حتى نهاية الرهان؟

فإذا نجحت يكون الأمر جيد جداً، أما القصف عليها من أول الطريق فهذه مغامرة غير محمودة العواقب.

وهنا الرئيس الحريري أظهر مرة جديدة أن لبنان أولاً وأخيراً وإتفاقه مع الوزير فرنجيه أتى من هذا المنطلق.

إنما قانون الإنتخابات يجب أن يكون متوازناً لصالح ما يمثله الرئيس الحريري من إعتدال متأصل.