اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال زيارته الى المانيا بدعوة من مجلس أساقفة المانيا، أن الأزمة السورية تعود بنتائج سلبية على لبنان، مشيراً إلى أن من هذه النتائج هو "وجود مليون ونصف نازح سوري، اضافة الى 500 الف لاجئ فلسطيني وهي اعداد آخذة بالنمو بسبب الولادات وهذا العدد يساوي نصف سكان لبنان، ويشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كبيرا، كما يشكل خطرا سياسيا وامنيا مخيفا اذا طال البقاء في لبنان".

وأكد ان الأزمة السورية أدت إلى تأجيج النزاع السياسي بين السنة والشيعة في لبنان بسبب النزاع القائم بين السعودية وايران "وهو نزاع أدى الى شلل في مؤسساتنا الدستورية من فراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ سنة وستة اشهر إلى تعطيل المجلس النيابي وفقدان صلاحياته التشريعية بحكم الدستور وصولاً إلى تعثر عمل الحكومة"، لافتاً إلى أن الوضع في سوريا أدى إلى "أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تزيد من الفقر والهجرة وتضخم الدين العام بسبب قطع جميع الطرقات البرية الى الأردن وبلدان الخليج والعراق، الامر الذي يحول دون تصدير نتاجها الصناعي والزراعي الى هذه البلدان".

وطالب الراعي بايقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وايجاد حلول سياسية للنزاعات القائمة من اجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، مشددا على ضرورة "اعادة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين الى بيوتهم وأراضيهم لأن هذا يعتبر حقهم الطبيعي في المواطنة".

وكان الراعي قد استهل نشاطه صباح اليوم في مدينة بون، بزيارة مقر مجلس ألاساقفة، يرافقه مدير البروتوكول في الأمانة العامة غروس املينكهاوس، حيث عقد خلوة مع أمينه العام الب لانغن دورفر اليسوعي، تناولت سبل التعاون بين كنيستي لبنان وألمانيا، والواقعين الكنسيين في الشرق الاوسط واوروبا، مع ما يواجههما من تحديات.

كما التقى الراعي، راعي ابرشية آخن المطران هاينريتش موسينغوف، الذي أطلعه على مساهمة أبرشيته عبر المؤسسات القائمة فيها، في استقبال ومساعدة اللاجئين الذين استضافتهم مقاطعة فيستفال في المانيا.

وبعد الظهر، عاد الراعي والوفد المرافق الى مدينة فرانكفورت، حيث التقى الاسقف توماس لوهر توماس من ابرشية لمنبورغ، التي ترافق الرسالة المارونية في المانيا، بالتنسيق مع عدد من الابرشيات، واطلع منه على وضع المسيحيين المشرقيين في المانيا، ولا سيما الموارنة منهم، معربا عن شكره "للكنيسة الالمانية على كل مساهماتها التي مكنت الكنيسة المارونية من القيام بخدمتها الروحية والراعوية والكنسية لأبنائها في المانيا".

ثم توجه الراعي الى كاتدرائية فرانكفورت، حيث استقبله المطران لوهر وعميد الكاتدرائية الاب جوهانس زو ألتز. وهناك ترأس الذبيحة الالهية، في حضور حشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية والجاليات العربية.