لفت وزير الصحة العامة ​وائل أبو فاعور​ خلال رعايته احتفالا بدعوة من مستشفى راشيا الحكومي لمناسبة تسلم معدات طبية ومختبر لفحص المياه، الى أن "القادة الاوروبيين الذين لم يخضعوا للترهيب المعنوي، الذي اريد منه أن تدفع أوروبا الى موقف عنصري ضد النازحين السوريين، والشعب الاوروبي الذي رفض الوقوع في فخ العنصرية"، مضيفاً: "غريب ومريب في الوقت نفسه ان الدولة ربما تكون الاكثر تقدما في موقفها السياسي ضد نظام القتل في سوريا، فرنسا هي الدولة الاولى التي تتعرض للعمليات الارهابية من المجموعات الارهابية، التي حتى اللحظة، هناك الكثير من الجدل حول اصلها وفصلها، فرنسا التي يرفض رئيسها هولاند ان يكون اي دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سوريا، كانت عرضة قبل غيرها للضربات الارهابية، من تنظيم هناك الكثير من الاسئلة حول علاقته بالنظام، وحول منشئه ومنبته وتربته واين كان ومن موله في حرب العراق".

واشار الى ان "نظامنا الصحي اللبناني يرزح تحت ضغوطات كبيرة، الى درجة ان بنيتنا الصحية لم تعد قادرة على استيعاب الضغوطات المتأتية من وجود النازحين السوريين اضافة الى اللبنانيين"، معتبرا ان "نظامنا الصحي تاريخيا هو نظام ناشط ومميز ومنظم، وتم انشاؤه على قياس الحاجات اللبنانية، لكن حصل دفق النزوح السوري بشكل سريع جدا، فلم تعد البنية الصحية اللبنانية قادرة على استيعاب هذه الضغوطات الى درجة هناك لبنانيون وسوريون يموتون على ابواب المستشفيات نتيجة نقص القدرة الاستيعابية في المستشفيات، وتحديدا في خدمات معينة كالعناية الفائقة، خصوصا للاطفال، مما يدعو الحكومة اللبنانية الى ان تقوم باستثمارات اضافية في مجال الصحة وفتح مراكز ومستشفيات لوزارة الصحة ورعاية اي مبادرات تأتي من القطاع الخاص لانشاء مستشفيات او مراكز صحية في منطقة الشمال او غيرها من المناطق اللبنانية، خصوصا عكار، حيث باتت الحاجات اكبر بكثير من قدرة الاستيعاب، والمعاناة السورية واللبنانية مضاعفة، وهذه فرصة في هذا النشاط وغيره ان يعود المجتمع الدولي ليكسب ثقة لبنان والمجتمع المحلي اللبناني، لانه للاسف وعلى مدى السنوات الماضية، هناك قناعة عامة بان لبنان وصل الى حدود التسول على ابواب المجتمع الدولي، ولم يحصل على ما كان يجب ان يحصل عليه، نتيجة اعتبارات سياسية او مالية، ونحن نعيش هذه الازمة الاقتصادية المتجولة في العالم، ولكن في الوقت نفسه، كان هناك تقتير على لبنان، قاد المجتمع المحلي اللبناني الى ان يكفر بعلاقته بالمجتمع الدولي".

ولفت الى أنه في احد المؤتمرات في جنيف قال: "انتم تخسرون ابرز حليف للمجتمع الدولي"، وتمنى عبر هذه الجهود الجديدة "العودة لاكتساب ثقة المجتمع المحلي اللبناني الذي هو الحليف الاساسي في معالجة ازمة النازحين السوريين".

وأعرب عن اعتقاده ان "اوروبا باتت تنتقل من موقع المتعاطف الى منطق المتحسس، نتيجة قيمها التاريخية التي نعتز بها، واليوم نتيجة وصول ازمة النزوح الى ابواب اوروبا باتت تتحسس اكثر بحكم هذا الاقتراب الجغرافي للنازحين من الحدود الاوروبية وبات تقدير اكبر للمعاناة اللبنانية والسورية والتركية والاردنية".

ووجه أبو فاعور "التحية الى القادة الاوروبيين الذين لم يخضعوا للترهيب المعنوي الذي اريد منه ان تدفع اوروبا الى موقف عنصري ضد النازحين السوريين، والشعب الاوروبي الشجاع الذي رفض الوقوع في فخ العنصرية او رفض قبول النازحين، هؤلاء الذين نزلوا الى الشوارع لاستقبال النازحين السوريين، وغريب ومريب في الوقت نفسه ان الدولة ربما تكون الاكثر تقدما في موقفها السياسي ضد نظام القتل في سوريال، فتكون فرنسا الدولة الاولى التي تتعرض للعمليات الارهابية من المجموعات الارهابية، التي حتى اللحظة، هناك الكثير من الجدل حول اصلها وفصلها، متسائلا لماذا فرنسا؟ وهذا امر لم يثر لانه يقال اننا كعرب مسكونون بنظرية المؤامرة، هذا سؤال يسأل لماذا فرنسا التي يرفض رئيسها هولاند ان يكون اي دور لبشار الاسد في مستقبل سوريا، فكانت عرضة قبل غيرها للضربات الارهابية، من تنظيم هناك الكثير من الاسئلة حول علاقته بالنظام وحول منشئه ومنبته وتربته، واين كان؟ ومن موله في حرب العراق؟ وهي اسئلة مبررة لماذا فرنسا ثم اليوم بلجيكا، وهي مناسبة لتوجيه التحية للشعب الفرنسي والبلجيكي ولروح الابرياء، الذين سقطوا نتيجة الضربات الارهابية التي بدأت من بيروت ووصلت الى فرنسا، والتي حتى اللحظة رغم انها استنفرت بعض العصبيات العنصرية، فانها لم تصل الى المدى الذي اراد القتلة ايصاله، وغريب ايضا ان الضربات قبل يوم من مؤتمر جينف ويومين من قمة العشرين".

واضاف: "لا يبدو ان هناك حلا للازمة السورية، وآلية جنيف يبدو انها معقدة وتخضع لتجاذبات عديدة، وما يحصل اليوم من توتر اضافي على الحدود السورية التركية في الصراع الحاصل بين تركيا وروسيا، والذي يستنبط صراعات تاريخية عمرها مئات السنوات، لا يبدو ان الحل السلمي يسير في الطريق اليسير، وما يعنينا انه كتب على الشعب اللبناني والسوري ان يعيش مأساة طويلة، وعلينا ان نتقاسم الاعباء في هذه المأساة، وبالتالي نحن نحتاج لدعم اضافي للمجتمعات المحلية اللبنانية بالصحة بالتعليم وبغير ذلك، معربا عن شكره لدعم النظام الصحي اللبناني باسم وزارة الصحة والحكومة اللبنانية".