أفاد وزير الصحة العامة ​وائل أبو فاعور​ خلال مؤتمر أقامته منظمة "الشباب التقدمي" بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش إيبرت"، بعنوان "تحديات الإصلاح"، برعاية رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ في فندق "ريفييرا" – بيروت، أنّه "يشرفني أولا أن أنقل إليكم تحيات جنبلاط وفخره وإعتزازه بمنظمة الشباب التقدمي، في هذه الإطلالة الواثقة والحيوية وفي هذه الإطلالة الشجاعة التي عبرت عنها المنظمة عبر إنتخاباتها الأخيرة التي حصلت عبر هذه الأمانة العامة والتي تحظى بالتأكيد بثقة وليد جنبلاط أولا وبدعمه ثانيا وبأمله الكبير ورهانه الأكبر ثالثا بأنها ستكون خير معبر عن طروحات وطموحات وآمال وأفكار الحزب التقدمي الإشتراكي وخير ممثل لهذا الحزب بصفائه ونقائه وطروحاته التي لا تجافي الحقيقة ولا تساير السياسة ستكون معبرة عن هذه الطروحات في أوساط الشبيبة اللبنانية وأنها أيضا في هذه الإطلالة الكريمة الواثقة ستكون محور الحركة الشبابية اللبنانية كما أراد كمال جنبلاط وكما يريد وليد جنبلاط، وبأنها سترفع راية الحزب وفكره وفكر كمال جنبلاط بكل أمانة وحرص وتفان ونضال في أوساط الشبيبة اللبنانية"، موضحاً أن "التحية لمنظمة الشباب التقدمي على هذا اللقاء، الذي يعقد اليوم لاختتام هذا المؤتمر في موضوع مهم في حياتنا السياسية والوطنية، كنا غفلنا عنه طويلا وتناسينا أهميته، وأخذتنا الأحداث والتطورات عن ضرورة مقاربة هذا الموضوع لسنوات وسنوات، ألا وهو الإصلاح ومن أكثر جدارة ومسؤولية من منظمة الشباب التقدمي التي تتحدر من هذا الإرث الصالح، إرث كمال جنبلاط ووليد جنبلاط ومن أجدر من هذه المنظمة ليرفع ويطرح شعار وقضية الإصلاح".

وأشار ابو فاعور إلى أن"أنتم أبناء مدرسة كمال جنبلاط الثوروي الأول في هذا الوطن العربي، الذي تواضع في ثورويته إلى حدود الإصلاح والذي عندما أيقن صواعق التفجير المتعددة في مجتمعنا، قال لا بد من التسوية، فهي بالنسبة إليه كانت أن يتنازل من عليائه الثوروي إلى الحدود الإصلاحية"، لافتاً إلى أن "إنتقد كمال جنبلاط أنه رجل إصلاح، وكان يعرف أن هذا الوطن في مكوناته وتعقيداته الإجتماعية والسياسية والطائفية لا يحتمل الثورة الشاملة، وهو الذي كان في بداية حياته يريد الثورة على ذاته لكنه قبل بالإصلاح، كمال جنبلاط الذي طرح شعار الإصلاح السياسي، وتوج هذا الطرح يوم طرح برنامج الإصلاح المرحلي للحركة الوطنية اللبنانية، فلم يكن رافعا لشعار الإصلاح، فكان شهيد الإصلاح فإنه لم يقتل إلا لأنه كان إصلاحيا بالمعنى السياسي والإقتصادي والإجتماعي وبكل المعاني الإدارية وغيرها".

وأوضح ابو فاعور أنّه "إستشهد كمال جنبلاط لأنه كان هنالك من يخشى أن تنتقل عدوى الإصلاح الديمقراطي والسياسي والإقتصادي والإجتماعي من لبنان الذي تعود ان يكون صاحب العدوى لكل الدول العربية وإلا لما أطبقت على كمال جنبلاط يد الرجعية العربية التي كانت ترى فيه خطر محدق، فطرح الإصلاح الإقتصادي لأنه كان يرى أن هذا النظام الإقتصادي الجائر لا بد وأن يتغير وكان يقول: "لا يصح أن نضع النبيذ الفاخر في تلك الأوعية الممزقة والبالية"، كان يريد أن يغير بنية الإقتصاد اللبناني لمصلحة المواطن، وأحد الأدلة عى ذلك، أن كمال جنبلاط في واحدة من مشاريع القوانين التي طرحها، قام بطرح تحويل الشركات الإستثمارية إلى تعاونيات وطنية يستفيد من أرباحها الموظفون والعاملون والمستخدمون والأجراء"، مشيراً إلى أن "كمال جنبلاط طرح الإصلاح الإجتماعي، وهو الذي انتفض على نفسه وعلى بنية الحياة السياسية، التي ولد منها وعلى المنبت السياسي الذي جاء منه، فهو الذي طرح ضرورة تغيير طبيعة الولاءات والإنتماءات، فانتقل من قصر الإقطاع إلى بنية الحزب التقدمي الإشتراكي لأنه كان يريد أن يغير نفسه والمجتمع، فاقترح في أحد مشاريع القوانين في مجلس النواب إلغاء كل الألقاب الطبقية، وهو ما ألغى هذه الألقاب وحتى طريقة التعامل الطبقية بين المواطن والقيادة السياسية"، مفيداً أن "الإصلاح في لبنان يحتاج إلى نقاش وإلى مؤتمرات وإلى توصيات".

واعتبر أن "هذه الوثيقة التي قرأت على مسامعنا والتي قرأها الأمين العام لمنظمة الشباب سلام عبد الصمد بمثابة الوثيقة الوطنية المتقدمة، التي يجب أن تتصدر دائرة النقاش السياسي والوطني في لبنان"، مشيراً إلى أن "ليس من باب الإنحياز للمنظمة وهذا ما لا نخفيه ولكن من باب الضرورة أن الإصلاح في لبنان، لم يعد مجرد رفاهية نستطيع الإستغناء عنها، ولم يعد مجرد قضية هامشية نستطيع أن نشيح بنظرنا عنها. فقد بات ضرورة وطنية لأن هذه الدولة ينخرها الفساد من رأسها حتى أخمص قدميها، ببساطة لأن السياسة والإدارة والإقتصاد في لبنان ينخرهم الفساد من رأسهم حتى أخمص قدميهم".

ولفت إلى أن "الإصلاح يحتاج إلى مؤتمرات وتوصيات وقرارات، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية وقوى إصلاحية وإرادات إصلاحية وإلى رؤى إصلاحية وسواعد إصلاحية، ويحتاج إلى من يتوقع أن أي إصلاح ستقف في مواجهته كمية كبيرة من الموانع، والعوائق ومن العناصر الممانعة، فإنها تحتاج لمن يتصدى لهذه المهمة، غير عابىء وعابث من ممانعة من أصحاب المصالح السياسية والإقتصادية والمالية والإدارية"، مؤكّداً أن "لن يكون الإصلاح بالتراضي إلا بعصا القانون الغليظة، وبتحشيد الرأي العام الوطني اللبناني خلف الإصلاح وضد الفاسدين. ولن يكون الإصلاح إذا لم نوقف توغل السياسة، وإذا لم نضع حد لتلك الشراهة الإقتصادية التي لا تتوقف من رجال الأعمال ورؤوس الأموال والشركات التي لا ترى في المواطن اللبناني إلا زبون لخدمة أو لسلعة أو لمبيع ما ولن يكون الإصلاح إذا لم ترتفع يد السياسة عن يد الإدارة وإذا لم يتوقف السياسيون عن تغطية الفاسدين في الإدارات وإذا لم يتوقف بعض السياسيين في الإستثمار في بعض الفاسدين في الإدارات".

واعتبر ابوفاعور أن "الفاسد لا هوية وانتماء له، ولا صفة والتزام وطائفة له، ولا حزب ولا منطق، فمنطقه وانتمائه الوحيد هو الفساد"، موضحاً أن "لن يكون الإصلاح في لبنان، إذا لم تدخل شمس الدولة إلى بعض الإدارات المحمية، وإذا لم تفعل أجهزة الرقابة ولم تدخل شمس الرقابة والقضاء والمحاسبة إلى بعض الإدارات وأعطي أمثلة منها انه تم الحديث عن الإصلاح في كازينو لبنان، وصرف عدد كبير من الموظفين ونحن كحزب تقدمي إشتراكي أيدنا هذه الخطوة، وقلنا أننا مع الإصلاح دون أي تردد".

ولفت ابوفاعور إلى أن "في السياسة، أكتفي بالقول أنه كان كمال جنبلاط ينقل ما قاله غاندي في يوم من الأيام علمتني الحقيقة أن أرى جمال التسوية في كل أمر" ووليد جنبلاط اليوم يرى جمال التسوية في كل أمر، لكن يبدو أن البعض من شركائنا في الوطن ما زالوا قاصرين عن رؤية جمال التسوية. واليوم هناك فرصة سانحة لتسوية سياسية تضع حدا لهذه الدوامة المترامية المتمادية في الشغور الرئاسي، وتعطيل مجلس الوزراء والمجلس النيابي وتداعي المؤسسات لذلك نحن نجدد الدعوة إلى تسوية وطنية ميثاقية جامعة تضع حدا لهذه الدوامة وليس من المفيد إغراق هذه التسوية بعناوين ومطالب إضافية، لا سيما إذا كنا نتحدث عن قانون الإنتخاب، فقد شكلت لجنة لدراسته وستباشر أعمالها نهار الإثنين وستكون مساحة مشتركة لنقاش وطني حول ما يحصل أن نتفق عليه من قانون إنتخابي"، متسائلا "لماذا نربط التسوية بقانون الإنتخاب، إلا إذا كان البعض يريد فكاكا من هذه التسوية والتخلص منها بشكل لائق ومهذب، مضيفا: "نحن باسم وليد جنبلاط لا نعتقد أن هذا الأمر في مصلحة البلد".