على حين اقترب مشروع مصالحة قدسيا والهامة من نهايته بعد مغادرة المسلحين إلى إدلب أمس، كشفت مصادر رسمية في حمص لـ"الوطن" السورية عن اجتماع سيعقد صباح اليوم الثلاثاء في قصر المحافظ يحضره وفد من الأمم المتحدة ومسؤول سوري رفيع وممثلون عن المسلحين والفعاليات الأهلية لحي الوعر من المرجح أن يفضي إلى إعلان وقف لإطلاق النار ويمهد لخروج المسلحين على دفعات من الحي، دون أي وساطة إقليمية.

وقالت المصادر: إن الاتفاق سبق أن أنجز بين الممثلين عن المسلحين والحكومة وقد يبدأ تنفيذه سريعاً في حال نجح اجتماع اليوم. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها "الوطن" فإن وقف إطلاق النار، وفي حال نجح، سيتبعه خروج قرابة 300 مسلح من الوعر كدفعة أولى باتجاه إدلب أو ريف حماة، وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات الغذائية والطبية، وذلك بمساعدة الأمم المتحدة كما حصل سابقاً في أحياء حمص القديمة منذ عامين ونصف، على أن تنتشر قوات الشرطة السورية في كامل الحي وتعيد الأمن والاستقرار إليه، ومن المرجح أن يخرج المسلحون الراغبون بالرحيل ومعظمهم من داعش والنصرة على دفعات متتالية خلال ستين يوماً.

وحي الوعر هو آخر الأحياء الذي كان يتحصن فيه المسلحون وفي حال نجحت التسوية تكون مدينة حمص آمنة بشكل كامل.

وفي قدسيا بدأ تنفيذ اتفاق مماثل أمس نص على فك الحصار عن المدينة مقابل خروج المسلحين منها باتجاه ريف إدلب، حيث بدأ خروج المسلحين عبر خمس حافلات برفقة ممثلي الأمم المتحدة، وبحماية سيارات الأمن والجيش بالإضافة إلى سيارات بعض أعضاء لجنة المصالحة وسيارات للهلال الأحمر السوري عبرت من مدينة قدسيا إلى حمص فمصياف ومنها إلى قلعة المضيق بريف حماة وصولاً إلى كفر نبل بريف إدلب.

وكشف مصدر على علاقة بإنجاز مصالحة قدسيا لـ"الوطن" أن الذين خرجوا أمس دون أن يحملوا أي قطعة سلاح بلغ 117 بينهم 15 طفلاً وامرأة والبقية مسلحون من مدينتي قدسيا والهامة، وقال: إن تأخير قرار فتح الطرق إلى المدينتين، والذي كشفته "الوطن" الأسبوع الماضي، كان مرده انتظار إخراج المسلحين، متوقعة أن يتم البت في قرار فتح الطرق اليوم.