اوضح العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة ان "الله سبحانه وتعالى اظهر أنَّ السَّبيل لنتّقيه، هو الالتزام بالوحدة؛ الوحدة الإسلاميّة، والوحدة بين الدّيانات السّماويّة، وكذلك الوحدة الوطنيّة".

واذ اعتبر فضل الله ان "اغتيال المجاهد سمير القنطار مع عددٍ من رفاقه ومرافقيه، يؤكّد مجدّداً مدى خطورة العدوّ الاسرائيلي، إن بقي جاثماً على هذه الأرض، فهو العدو الغادر الذي ينتظر الفرصة لينقضّ على أوطاننا وأمتنا وقياداتنا، إنَّ المقاومة التي آمن بها سمير، والتي اشتعلت جذوتها مجدداً في النفوس والعقول باستشهاده، لن تفرّط في دماء مجاهديها وشهدائها".

ورأى فضل الله أن "مسيرة الحل بشأن انتخاب رئيس للجمهورية في هذا البلد لم تنضج في الداخل ولا في الخارج، وعلى اللبنانيين أن يتعودوا أن يعيشوا في بلد بلا سقف وبأرض مهتزة، وإذا كان من حلول، فإنّها تأتي بالقطّارة، وبعد جهد جهيد، كما حصل في مسألة النفايات، لتكون الحلول مكلفةً، وغير مدروسة بالشكل الكافي، أو دائرة في لعبة الصفقات الخفية"، لافتاً الى ان "الأمل الوحيد للبنانيين وسط كلّ هذا الجوّ القاتم، هو سهر القوى الأمنية اللبنانية على حفظ الاستقرار. ولا بدَّ من تقدير جهد الجهات الأمنية التي تعمل في الليل والنهار لمواجهة الذين يسيئون إلى أمن الناس واستقرارهم، والتي باتت تمثل المعلم الوحيد لوجود الدولة، وتبقى معها إرادة اللبنانيين، الذين أثبتوا ويثبتون أنهم حريصون على عيشهم المشترك ووحدتهم الوطنية".

من جهة ثانية، حيا فضل الله "الروح الجهادية المتأجّجة الفلسطينية التي زرعت الخوف والشّعور بالعجز في داخل هذا الكيان، بالرغم من كونها تعبيراً عن جهود فردية لا تنسيق فيما بينها وليس هناك من يحركها، وهي ستؤتي أكلها، ولو بعد حين، بإذن ربها".

ولفت فضل الله الى انه "في هذا الوقت، يخوض الجيش العراقيّ ومعه العشائر معاركه الصّعبة والقاسية لتحرير الأرض وإعادتها إلى أهلها، لتنضمّ إلى بقيّة الوطن، بعدما أراد التكفيريون عزلها وإدخالها في مشروعهم التقسيميّ"، داعياً إلى "مزيد من العمل لتعزيز الوحدة الوطنية، لإخراج العراق من معاناته على مختلف المستويات، والتي لن تنتهي إلا بتكاتف العراقيين، ومعهم كل الذين يريدون خيراً بهذا البلد".

وإلى اليمن، اعتبر فضل الله أنَّ "هناك من لا يزال يصرّ على سياسة الغلبة الَّتي بدأها لفرض شروطه وخياراته التي هي ليست خيارات الشعب اليمني"، مؤكداً أنَّ "الحوار المبنيّ على الاحترام المتبادل والإقرار بالمصالح المشروعة لكلّ مكوّنات هذا الشّعب، هو السَّبيل لتحقيق الحلول".

وبمناسبة مولد السيّد المسيح، وفي أيام ميلاد رسول الرحمة محمد"ص"، وعلى أبواب سنة جديدة، هنأ فضل الله "المسلمين والمسيحيين وكلّ اللبنانيين بهذه الأعياد"، املاً ان "تكون السّنة الجديدة محطَّة نخرج خلالها من كلّ أحقادنا وتوتّراتنا وحساسيّاتنا، لنبدأ سنة يملأها الخير لكلّ الناس، وبهذا نستطيع أن نقول كلّ عام وأنتم بخير".