تسائل أمين عام جبهة البناء اللبناني ​زهير الخطيب​ اذا ما كان التبدل المفاجئ لموقف رئيس حزب "القوات" سمير جعجع والتواضع العوني الغير مألوف في مشهد ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من معراب خاتمة لمسرحية حيكت بين غلاة المارونية السياسية المنهزمين في الحرب الأهلية للمنفى أو السجون بتوزيع الأدوار فيما بينهما بعد العفو النيابي عن الأول والتأهيل السوري الخدامي للثاني بتحويل الهزيمة لانتصارات ومكاسب فئوية.

وأسف الخطيب في بيان له لتفاقم الصراع المذهبي الإسلامي عبثياً في لبنان بعد الحرب الأهلية وفي المنطقة بعد احتلال العراق بما سمح لاستغلاله من قبل المستوطنين الغرباء عن فلسطين وأعداء العروبة والتوجهات الوطنية في الداخل اللبناني وتحقيقهم لمكاسب لا يستحقونها من شهرة ومواقع وثروات عبر نظام التحاصص الفاسد.

وتمنى الخطيب بأن لا يعم نهج "حليف حليفي يصبح حليفي" حتى ولو كان من إفرازات الشيطان الأكبر وذلك بوهم المرحلة العابرة في تاريخ نضالي طويل لشعوب المنطقة فيكون لبنان والمتورطون بذلك قد بددوا هباءاً دماء شهداء مقاومته وتضحيات شعبه لعقود في مواجهة إسرائيل وأربابها ومؤامراتهم الداخلية وليضيع على أجياله فرصاً لا تتكرر ببناء مجتمعاً وطنياً عصرياً مستقراً أساسه المواطنة والكفاءة والانتماء لوطن واحد.

وتخوف الخطيب من أن يكون نجاح التبني الجعجعي لعون مؤشراً على تحالف بذهنية الأقليات يترجم حرباً أهلية جديدة تلحق لبنان بحريق المنطقة بإستهدافها لعروبة لبنان ودوره المقاوم وعبر الاجهاز على ما تبقى من دور وحقوق لأغلبيته السنية.