تتسارع المواقف المتباينة بين شخصيات من قوى الثامن من اذار قبل ايام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، والتي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الاثنين المقبل، كما أنّ تيار "المستقبل" في بيانه الاسبوعي رد بطريقة غير مباشرة على رئيس تيّار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ الذي كان قد أعلن انه لن ينزل الى جلسة الاثنين اذا تمنع "حزب الله" عن الحضور، مشيرا الى ان جلسة الانتخاب مهمّة جدًا وفيها ستتحدد المواقف.

أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فأطلق عدّة مواقف يُفهَم منها أنّه يشجّع حصول نصابٍ في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، قائلاً "ان على اللبنانيين الاستفادة من اللحظة القائمة لمواجهة كل الاستحقاقات واولها انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرا الى ان "لبنان ثمرة ناضجة قطافها الان افضل قبل ان تسقط في المستقبل".

واعتبرت مصادر نيابية وسياسية ان التراشق الكلامي غير المباشر والمباشر احياناً كثيرة، بين وزير المالية ​علي حسن خليل​ و"التيار الوطني الحر"، لا يساعد في تقريب وجهات النظر بين بري ورئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون، كما انه يعقد ويحرج موقف "حزب الله" من هذا السجال، خاصة اذا انتقل الى الشخصي، كما حصل بين رئيس حزب "التوحيد" الوزير السابق ​وئام وهاب​ وعضو المكتب السياسي في "تيار المردة" ​فيرا يمين​، وتناول النائب سليمان فرنجية.

اضافة الى ذلك أكد بري ان كتلته ستنزل الى المجلس النيابي وانه في حال اكتمل النصاب سيصعد الى القوس ويعلن نتائج الانتخابات.

وكان رئيس المجلس قد لمح في هذا السياق إلى انه يملك معلومات مؤكدة بان هناك فريقًا سياسيًا لم يذكر اسمه، لديه عملية بوانتاج، وانه سيذهب بها الى جلسة الانتخاب يوم الاثنين المقبل.

ويعتقد المتابع لهذه التطورات للوهلة الاولى ان النصاب سيكون مؤمّنًا وان المجلس النيابي سيقدّم للبنانيين يوم الثامن من هذا الشهر هدية ثمينة وهي انتخاب رئيس جديد للبلاد.

واعتبرت مصادر سياسية متابعة انه من المستبعد، ان لم يكن من المستحيل ان تمر جلسة انتخاب رئيس للجمهورية من دون تواجد اعضاء كتلة "الوفاء للمقاومة" داخل القاعة، وان كل المواقف التي فسرها البعض او فهمها بان بري يمكن ان يترك "حزب الله" ويغرد لوحده في ملف بهذه الحساسية هي غير واقعية، مشيرة الى ان نشاط بري المذكور، ليس سوى "زكزكة" للعماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​.

وتجزم المصادر نفسها ان من يعتقد ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليس جادا في ما قاله بانه لن ينزل الى الجلسة اذا لم يكن انتخاب عون مضمونا، يكون واهمًا.

ورأت هذه المصادر ان ما يردده البعض في قوى "14 اذار" بان عشيّة عيد مار مارون سيكون يوما مفصليا، فانه ينطلق من تمنيات اكثر ممّا هو حقيقة وواقع ممكن ان يتحقق.

وتؤكد مصادر نيابية في "التيار الوطني الحر" ان المعادلة في ​الانتخابات الرئاسية​ ما زالت كما هي اي ان العماد عون ماض في ترشحه، ويعمل للحصول على اجماع، وهذا لم يتحقق بعد، وان النائب سليمان فرنجية لن ينسحب من السباق لاعتقاده ان عملية الانتخاب هي لعبة أصوات، وهذه المعطيات تؤكد حتى الان ان جلسة الثامن من شباط ستكون كسابقاتها، اي لا نصاب يليه موعد جديد لجلسة انتخاب جديدة.