ولَنَبْلُوَنَّكُم بشيءٍ من الخوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأموَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.

بعد ثلاث سنين ونصف بلل غيث الرحمة بلدتي نبل والزهراء. جاء النصر ومعه السلام على آلاف الناس الذين عانوا ويلات حصار ظالم منع عنهم كسرة الخبز وحبة الدواء وحرية الاتصال بالمحيط الخارجي.

دخل الجيش السوري وحلفاؤه البلدتين في مشهدية تضجُّ بالعنفوان والحماسة والبهاء. مشهدية تنشر الدفء والكرامة في قلوب ونفوس السوريين وتجعل طريقهم إلى الخلاص أقرب. يؤدي الجيش السوري واجبه الوطني تجاه شعب أُريد له أن ينقسم ويتمزق ويموت بحسراته ومآسيه.

الانتصارات الأخيرة في الميدان تجعل شيطان الإرهاب في حالة ذعر وفرار وانكسار ويسير نحو هاوية لا قرار لها. منطق الحقّ والإرادة غلب باطل الإرهابيين وأحزابهم المضطربة. هذه حقيقة أخلاقية وعلمية تتكشّف يوماً بعد يوم بصورة أجلى للصديق والعدو على حدّ سواء ولا يثبت في وجهها الإعلام الكاذب الذي لا يُخفي خيبته من النتائج الكارئية التي حلّت بإرهابيين أراد لهم أن يكونوا المطيّة لمشروع تدمير سورية والمنطقة.

الجيش السوري صارم ومصمِّم على إكمال مسيرة تحرير سورية. فقد استطاع منذ بداية عملية التآمر الكبرى أن يضبط انفعالاته أمام الأحداث والتحديات ويصبر إلى هذه اللحظة التي بدأ فيها يحصد النتائج الإيجابية.

أما الشعب السوري فقد كان في معظم المناطق ومنها نبل والزهراء، مطمئناً إلى أنّ النصر حليفه، متوكلاً على الله سبحانه وتعالى الذي قال وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ، متفاعلاً مع آيات البشرى، متفائلاً رغم كلّ الأحداث العصيبة وما تعرّض له من خوف وجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، أنّ إمكانية تجاوز هذه الأحداث ممكنة بل يقينية، وأكبر دليل تحرير مطار كويرس وقبل أيام مدينة الشيخ مسكين واليوم نبل والزهراء وغداً بقية المساحة من الوطن السوري الحبيب.

في لبنان لم نكن يوماً يائسين من نصر الله، وبعد 25 عاماً تكلل الجهد والجهاد والعرق والجراح والجوع والعطش بهذا النصر الإلهي المؤزَّر، فانسحبت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بعدما كان احتلالها للبنان مقدّمة لاحتلال بلدان عربية أخرى، واليوم نقول الكلام ذاته بعدما وطأت أرجل الإرهابيين سورية ظنّ هؤلاء أنهم سيدخلون لبنان ثم يتوسعون في بلاد العرب المسلمين، وها هم ينكفئون ويتراجعون وينهزمون وتعلوهم الذلة والمسكنة أينما ثُقفوا.

الإنجاز كبير والأيام المقبلة ستكون حاملة مزيداً من الانتصارات. جنيف الحقيقي في الميدان السوري ومن هذا الميدان يمكن للكلّ أن يرى سورية الجديدة.