رأت صحيفة "الخليج" الاماراتية ان "الإجراءات العسكرية الجديدة التي اتخذتها حكومة الكيان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة رداً على عملية القدس الأخيرة التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين واستخدموا فيها السلاح والسكاكين، هي نموذج لحقيقة هذا الكيان العنصري، وتذكر بكل الإجراءات الفاشية والنازية، وتلك التي كان يتبعها النظام العنصري في جنوب إفريقيا ضد المواطنين السود، في إطار سياسة ممنهجة تلجأ إليها كل الأنظمة العنصرية التي تقوم على التمييز لقهر الشعوب التي تخضع لاستعمارها من أجل إذلالها وحملها على الرضوخ لإرادتها".

واعتبرت الصحيفة ان "هذه الإجراءات ليست غريبة على الكيان الاسرائيلي الذي يمارس منذ قيامه وحتى الآن سياسة القمع والحصار والإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

واوضحت الصحيفة أن "تقرر حكومة ​بنيامين نتانياهو​ إقامة المزيد من الحواجز العسكرية وتكثّف الدوريات وتزيد عدد قواتها حول القرى الفلسطينية، في محاولة لتضييق الحصار عليها ومنع الشبان من الانخراط في الانتفاضة الحالية، فهذا أسلوب عاجز أثبت فشله ولم يتمكن من فرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني الذي يجيد فنون المواجهة ويبدع من وسائل المواجهة ما يضع الكيان في ورطة عدم احتساب عزيمة هذا الشعب وقدرته على الصمود والمبادرة وتقديم التضحيات".

ولفتت الصحيفة الى ان "المتابع لردود الفعل "الإسرائيلية" على عملية القدس الأخيرة التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين أتوا إلى المدينة من قرية في شمال الضفة يمكن أن يلاحظ حالة من الهستيريا والجنون أصابت المستويات السياسية والعسكرية التي بادرت إلى عقد اجتماعات متتالية للبحث في الإجراءات الممكنة لمنع تكرار ما حصل، وبالتالي السعي إلى وضع حد للانتفاضة الحالية بمختلف الوسائل القمعية الممكنة، بعدما خرجت على السيطرة، وبعد فشل كل الإجراءات التي اتخذت ضد الفلسطينيين، من إعدامات بدم بارد من دون أي سبب، وهدم منازل منفذي عمليات الطعن أو الدهس وعدم تسليم جثث الشهداء إلى ذويهم من أجل دفنهم".

واصافت ان "القيادات الأمنية من مختلف أجهزة الكيان وعلى مدى الأيام القليلة الماضية عقدت اجتماعات متواصلة للبحث في عملية القدس الأخيرة وكيف نجح الشبان الفلسطينيون في الوصول إلى المدينة بعدما قطعوا عشرات الكيلومترات، وكان الاتفاق بين هذه القيادات على أن العملية التي استهدفت جنوداً وأدت إلى مصرع مجندة وإصابة آخرين هي عملية نوعية تختلف عن سابقاتها، لأنها تمت بتخطيط مسبق من الشبان الثلاثة ولم تكن ابنة ساعتها، كما أنهم تمكنوا من عبور عشرات الحواجز "الإسرائيلية" بأسلحتهم وسكاكينهم من دون أن يعترضهم أحد، الأمر الذي أثبت العجز "الإسرائيلي" التام عن مواجهة الانتفاضة ومحاولات وضع حد لها رغم كل الإجراءات القمعية التي اتخذت"، مشددة على ان "الإجراءات الجديدة لن تكون أكثر نجاعة".

اضافت :"يتبدّى من كل ذلك أن هذا الصراع الصهيوني- الفلسطيني الممتد لن توقفه أية إجراءات قمعية عنصرية أو حصار، أو مجازر، أو مصادرة أرض وتهويد، لأنه صراع وجود وليس صراع حدود، وهو أن تكون أو لا تكون"، مشيرةً الى ان "الشعب الفلسطيني قد أثبت على مدى العقود الماضية، أنه أهل للقضية وهو قادر على الصمود والثبات مهما عظمت التضحيات ولو وقف وحيداً في الخندق الأخير يخوض معركة العرب والمسلمين في وجه قوة عنصرية عاتية مدجّجة بأحدث الأسلحة، ومسلّحة بأسنان نووية".