رأت مصادر سياسية عبر صحيفة "الديار" أن "ما يحكى عن تحالفات عميقة واستراتيجية ليس صحيحاً، اذ تتقدم المصالح السياسية والطائفية والفئوية على المبادئ والاخلاق السياسية والقناعات، ويدخل العامل المالي اكثر في نسج الارتباطات وان كانت تزين التحالفات عناوين محور المقاومة عند ​8 آذار​، والسيادة والاستقلال عند 14 آذار، واقامة علاقات عند فريق الممانعة مع سوريا وايران، وعند الفريق السيادي مع السعودية واميركا".

ولفتت المصادر الى أن "ما يجري في الكواليس والصالونات بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، من اتهامات مضمرة، وعن عدم ثقة بينهما، وهو ما يطال جهات اخرى في هذا الفريق، فان الوضع نفسه هو في 8 آذار، وما الهجوم الذي شنه الوزير السابق وئام و هاب على رئيس "تيار المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ من باب الرد على عضو المكتب السياسي في "تيار المردة" فيرا يمين، الا تظهير للخلاف المستحكم داخل هذا التحالف، والذي انقسم بين ترشيحين الاول رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون المدعوم من "حزب الله" وايده رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والثاني النائب فرنجية الذي ايده رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، وباركه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب جنبلاط، ورحب به رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما دفع بفرنجية الى التحدث عن ضمانه سبعين صوتاً تؤهله ان يكون رئيساً للجمهورية، وعون اربعين صوتا، وهو ما يعكس صورة سلبية في العلاقات السياسية وبناء التحالفات، وغياب الاهداف الاستراتيجية عند الجانبين".

ورأت أن "ما يجري داخل 8 و14 آذار، يكشف عن ان الاهداف السلطوية، هو ما يريده كل من ينتمي اليهما، ولحسابات شخصية، وان جمهور الفريقين، يعيش مرحلة من التضعضع، وغياب الرؤية السياسية وانحلال للقضايا الكبرى، امام القضايا الصغرى، بحيث يتحدث "تيار المستقبل" عن غدر "القوات اللبنانية" بترشيح عون، ويرد "القواتيون" بأن الحريري رشح فرنجية وهو الاصلي في 8 اذار، الذي يهاجمه حلفاء من فريقه لكن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وصفه بالحليف والصديق ونور عيني، فالمستوى الذي بلغ اليه الخطاب السياسي بين الحلفاء، والذي ظهر داخل فريق 8 اذار حاداً من قبل وهاب وعبر الاعلام".

وأكدت المصادر السياسية في قراءتها، ان "في لبنان فعلاً يوجد "رأي عام بغل"، وان بين اللبنانيين مَن لم يستوِ الى حيازة صفة المواطن، بل ما زال يرضى ان يكون من القطيع، طالما هو لا يحاسب ولا يقفل دكاكين المتاجرة به، وهو زبون لديها في كل الطوائف وعند زعمائها، والمنتمين الى احزاب وتيارات، ولا يطرحون السؤال على انفسهم من اين لنا هذا الصنف من رجال السياسة ومن اين لهم هذا؟".