رأت مصادر وزارية عبر صحيفة "الديار" أن "عودة التحرّكات الشعبية في الشارع، عود على بدء في أزمة ​النفايات​ المستعصية، وذلك على الرغم من بداية العد العكسي لعملية تصدير النفايات إلى روسيا وإلى دولة أخرى لم يتم الإعلان عنها حتى الساعة"، معتبرة أن "التحرّكات الجديدة لجمعيات المجتمع الأهلي تتزامن مع تقديم عروض متنوّعة من قبل بعض الجهات لمعالجة وتدوير النفايات المنوي تصديرها".

وكشفت أن "أكثر من دلالة برزت على هذا الصعيد خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفي مقدّمها العودة إلى طروحات سابقة بالعمل بالمطامر الحالية وإنشاء مطامر جديدة"، موضحة أن "الظروف السياسية، وتحديداً الوزارية، ليست ناضجة بما يكفي للسير بطرح المطامر المتجدّد، أو حتى باستكمال خطوات عملية التصدير إلى الخارج".

وأكدت أن "الأيام المقبلة ستحدّد طبيعة تسوية هذه الأزمة من دون أن تغفل الإشارة إلى ارتباط هذه التسوية بالكباش السياسي الدائر على الساحة الداخلية، والذي انتقل من التجاذب بين فريقي 8 و 14 آذار إلى تجاذب طائفي مئة في المئة، ويكاد يُترجم بشكل يومي عبر خطاب تعمل بعض الأطراف إلى استحضاره من مرحلة ما قبل الصراع بين اللبنانيين قبل اتفاق الطائف"، محذرة من "تداعيات هذا الخطاب على مجمل العناوين السياسية، لا سيما الجدل الرئاسي الذي يتّجه إلى التصاعد في المرحلة الفاصلة عن ذكرى 14 شباط، حيث لم تتبلور بعد أي من الإتجاهات السياسية لدى قيادتي 8 و 14 آذار".

ورأت المصادر أن "الحراك الشعبي في ساحة النجمة بالأمس، يحمل في طياته رسائل سياسية تتخطى العناوين التي رفعها هذا الحراك، وهي تهدف بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تسليط الضوء على التعقيدات التي لا تزال ماثلة أمام أي تسوية سياسية، كون هذه التسوية مستعصية في الملفات العادية"، مشيرة الى أن "ازدحام الخلافات يشكّل عائقاً كبيراً أمام انتخاب رئيس الجمهورية العتيد ويؤدي إلى بقاء الشغور لفترة طويلة".