أعربت الدوائر الديبلوماسية الغربية المتابعة للتفاصيل اللبنانية، ولا سيما منها الدوائر الفرنسية والاميركية في حديث للـ"الجمهورية"، عن "عدم قلقها حيال هاجس الخوف من تدمير المؤسسات اللبنانية لـ"بناء" دستور جديد على أنقاضها. هي باتت واثقة بأنّ "اتفاق الطائف" أضحى محصّناً، وأنّ الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله هو بمثابة الالتزام والتعهد العلني والواضح والمباشر بذلك".

وتحدث خبراء اميركيون عن "الميزات" التي يتمتع بها السلوك السياسي للسيد نصرالله، ويروي هؤلاء أنّ "من أهمّ ميّزات الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد هو تطبيقه الكامل لِما كان يلتزمه. وبالتالي، كان يتحمّل أعباء التزاماته من دون ان "يُلبّك" الاميركيين. هكذا التزم الهدوء في الجولان وحافظ على الخطوط الحمر المرسومة في لبنان. طبعاً، كان التفاوض معه صعباً، لكنه كان يحترم التزاماته كاملة"، مشيرةً الى انه "ومع السيّد نصرالله، هناك شيء مُشابه، فهو شاكسَ كثيراً في الجنوب ولكن بعد صدور القرارات الدولية والتفاهم الفرنسي معه حول سلامة قوات الطوارئ العاملة في الجنوب حصل التزام كامل، لا بل تعاون في هذا السبيل، وكذلك على مستوى الاستقرار الأمني الداخلي واستقرار الحكومة".

كما قرأت هذه الاوساط في كلام نصرالله "نقاطاً مطمئنة، خصوصاً لجهة وضع فكرة تغيير النظام اللبناني جانباً والتزام دستور "الطائف" وتأكيد التفاهم مع الشريك الآخر على الخيارات الكبرى قبل الاستحقاق الرئاسي.

طبعاً لا يعني ذلك أبداً نسج علاقة "تحالفية" بين واشنطن و"حزب الله"، فأوراق الضغط الاميركية على الحزب لا تزال موجودة وأبرزها على الاطلاق ورقة النازحين السوريين المُرعبة في لبنان. لكن كل ذلك يشكّل قاعدة جيدة لتواصِل مباشر بين الجانبين حاصل حتماً، وربما لم يعد بعيداً، فالظروف تنضج"، متسائلة: "لماذا لم يمدّ بعد "حزب الله" يد المساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي؟".

وجددت الاوساط الديبلوماسية الاميركية تأكيدها أنها "غير مهتمة باختيار اسم الرئيس، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية، لأنّ واشنطن تريد فقط إتمام هذا الاستحقاق بغضّ النظر عن اسم الرئيس المقبل".