أشار راعي ابرشية البترون المارونية ​المطران منير خيرالله​ خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في قطر إلى انه "علينا أوّلاً أن نعود إلى عبادة الله بإيمان وثقة، وإلى الإصغاء إلى كلمته وسماع صوته يدعونا إلى فعل توبة صادق، فنتغلّب على الخوف والقلق اللذَين يسكنان فينا، وننطلق بحرّيّة وجرأة ورجاء في رسالة أمميّة متجدِّدة.

علينا ثانيًا أن نتبنّى موقف الحقّ الذي لا يساوم ولا يراوغ؛ فنكون أنبياء لا جبناء، نرفع الصوت عاليًا في وجه فاعلي الشرّ، للدفاع عن حقّ كلّ إنسان في عيشٍ كريم، وعن الشعوب في تقرير مصيرها".

ورأى انه "علينا ثالثًا أن نتمسّك بأرضنا المقدّسة. إنّها الأرض التي اختارها ابن الله ربّنا وسيّدنا يسوع المسيح، ليدخل من خلالها في التاريخ والجغرافيا، فيولد فيها إنسانًا ويعيش عليها ويموت عليها مصلوبًا، فداءً عن جميع البشر وحبًّا بهم. علينا أخيرًا أن نبقى حلقةَ وصلٍ واتّصال، وقيمةً ثقافيّة وحضاريّة لشعوبنا ولبلداننا؛ فنعمل مع إخوتنا المسلمين، كما عملنا طوال مئات السنوات، على إعادة بناء لبنان في دعوته التاريخيّة، أي الوطن الرسالة في الحرّيّة والعيش الواحد المشترك، في احترام تعدّديّة الطوائف والأديان والحضارات والثقافات".

وأضاف "إننا نجدّد اليوم، كأبناء مارون وككنيسة مارونيّة وعلى رأسها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، انتماءنا إلى كنيستنا الأنطاكيّة وإلى محيطنا الطبيعيّ في العالمَين العربيّ والإسلاميّ، ونجدّد ولاءَنا لأوطانِنا ونحن فيها مواطنون أصليّون. ونحن ننشد الحريّة لنا ولغيرنا من الشعوب ضمن احترام التعدّدية الدينيّة والثقافيّة والحضاريّة التي تميّزنا، ونجدّد انفتاحنا على الغرب وثقافته واتّحادنا مع الكنيسة الرومانيّة الممثَّلة بالكرسيّ البطرسيّ وبالجالس عليه اليوم البابا فرنسيس وإذا كان المسيحيون ملح الأرض بالمنطقة فالموارنة ملح أرض لبنان".