علمت صحيفة "الراي" الكويتية ان "قوات من الحرس الثوري الايراني تواصل إرسال وحدات خاصة لها حيث تهبط طائراتها العسكرية في دمشق وفي مطار حلب لدعم القوات الموجودة على ارض المعركة في سوريا، وقد وصل تعداد هذه القوات الى اكثر من 6000 ضابط وجندي لغاية اليوم، كلها تعود الى وحدات خاصة تحت مسمى "وحدة الصابرين".

واكدت مصادر قيادية في سوريا لـ "الراي" ان "وحدة الصابرين أنشئت قبل أكثر من عشرة أعوام وقد وجدت مسرح عمليات لها في حلب وأريافها الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية وهي مدرَّبة للمشاركة بحرب المدن حيث الكثافة المعمارية والاشتباك القريب، ونجحت بالتوغل في عمق المناطق التي يسيطر عليها مسلحو جبهة النصرة - القاعدة وحلفاؤها في المناطق التي تعمل فيها، وقد فقدت لغاية اليوم نحو 47 ضابطاً وجندياً".

واوضحت المصادر ان "القوات الايرانية قامت بتضليل تكتيكي اعلامي حيث اعتقد المراقبون العسكريون انها تنسحب من سوريا وفي الوقت عيْنه كانت طائرات النقل العسكرية تنقل القوات الى سوريا للمشاركة في اوسع عملية عسكرية أدّت الى فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء والدفع باتجاه الحدود التركية لقطع طرق الإمداد عن المسلحين، وهذه القوات هي التي تعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة تابعة للحرس الثوري ومقرها ايضاً في حلب ومسؤوليتها تنص على ادارة العمليات العسكرية في الشمال السوري".

ولفتت المصادر الى إن "إعلان دول المنطقة إرسال قوة عسكرية الى سوريا أعقبه ردّ علني من قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري لأن قواته هي المعنية مباشرة على الأرض في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها قوات "القاعدة" وحلفاؤها وقوات تنظيم "داعش"، ما يعني ان على قوات الحرس الثوري عاتق مواجهة اي قوى على ارض سوريا غير متحالِفة مع دمشق، وان الحرس الثوري - تحت غطاء جوي سوري وروسي - معني بالسيطرة على الحدود السورية - التركية كلها ما عدا تلك التي يسيطر عليها اكراد الـ YPJ والذين يُعتبرون قوات غير معادية".

واشارت الى ان "روسيا وايران مصممتان على تغيير الوضع العسكري على أرض المعركة بشكل جذري قبل نهاية الصيف الحالي، وستشهد سوريا معارك على جبهات شمالية وغربية وشرقية وجنوبية لم تشهدها منذ اندلاع الحرب العام 2011، لذلك، فان الأشهر المقبلة ستكون حاسمة بكل ما للكلمة من معنى وان الهدف سيكون إغلاق كافة المنافذ بين سوريا وتركيا ولا سيما غير الشرعية فيها ابتداءً من ريف اللاذقية الى الحسكة، لهذا، فقد استقدمت قوات النخبة من "حزب الله" مجموعات خاصة اضافية، في وقت تمّت الاستفادة من آلاف المقاتلين الذين كانوا موجودين داخل مدينتي نبل والزهراء بعد فك الطوق عنهم لضمّهم الى المعارك المقبلة شمال وغرب وجنوب مدينة حلب، العاصمة الثانية لسوريا".

ولفتت الى ان القوات الايرانية وقوات حزب الله وبعض القوى العراقية التي دخلت مدن ريف حلب بعد إخراج "القاعدة" وحلفائها منها، وجدوا مدناً محصّنة فوق الارض وأنفاقاً مهمة تحت الأرض تشكّل بنية تحتية عسكرية تخلى عنها جيش الفتح.