حذّر نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة ​نعمة محفوض​ من أن اقدام مجلس الوزراء على رفع سعر صفيحة البنزين سيكون "الشرارة التي ستشعل البلد"، مستهجا "وقاحة الطبقة الحاكمة التي تستفيد من سكوت واحباط ويأس اللبنانيين للتطاول عليهم والتجرؤ على وضع يدها في جيب الفقير".

واعتبر محفوض في حديث لـ"النشرة" انّه طالما اللبنانيون راضخون لارتكابات هذه الطبقة بالموضوع الرئاسي وبملفات المحاصصة والهدر والفساد والنفايات، طالما السياسيون يتمادون بوقاحتهم، فبدل أن ينصرفوا لاقرار سلسلة الرتب والرواتب وتثبيت المتطوعين في ​الدفاع المدني​ من خلال تأمين الموجبات المالية بعد وضع حد للهدر المتمادي، اذا بهم يتجرأون على طرح رفع سعر صفيحة البنزين ما يعني ان يسد الفقراء عجز خزينتهم".

يوم الخميس مفصلي

واذ شدّد محفوض على أن "هناك ما يكفي من الأموال لسد العجز الا أنّهم يتقاسمونها وأزلامهم"، حثّ على "وقف الهدر والفساد والسرقات ووضع حد للمصاريف التي تصرف على موظفين غير كفوئين". وقال: "فليبحثوا عن سد عجز الخزينة في مكان آخر... فلينصرفوا لجباية واردات الدولة ويعملوا على اعداد الموازنات".

ونبّه محفوض من أن يوم الخميس سيكون "يومًا مفصليًا، فما قبله لن يكون كما بعده"، لافتًا الى أنّه وفي حال تم اقرار رفع سعر صفيحة البنزين اليوم الاربعاء، سيكون هناك اجتماع لكل النقابات لتحديد الخطوات اللاحقة. وقال: "نعتقد أن الصرخة قد وصلتهم، لذلك رأينا معظم الوزراء يؤكدون أنّهم لا يؤيدون هذه الخطوة، وكأننا نحن من طرحناها".

وتساءل محفوض: "الا يكفي ان اللبنانيين ساكتون عن النفايات والكهرباء وتعطيل الجمهورية والتوجه فيها الى الحضيض؟"

لتنحي المسؤولين الحاليين

وعن تثبيت متطوعي الدفاع المدني، استغرب محفوض اقرار القانون في مجلس النواب من دون تأمين موجباته المالية، واضاف: "فليتحملوا مسؤولية أفعالهم، خصوصًا وان هناك آلاف المتعاقدين من أزلام السياسيين الذين لا يشكلون الا عنصر هدر داخل المؤسسات، المطلوب الابقاء على الموظفين الكفوئين فقط ووقف عملية الهدر المستمرة".

وأكد محفوض ان "الجماهير اللبنانية ليست خانعة وهي تتحرك عندما تدعو الحاجة وهو ما شهدناه حيث تجمع أكثر من 100 الف شخص قبل مدة في ساحة الشهداء"، معتبرا ان المطلوب قيادة صادقة وشفافة تنطق باسم اللبنانيين. وقال: "النائب الذي يجد أنّه غير قادر على القيام بواجبه بانتخاب رئيس فالأفضل له ان يستقيل تمامًا كأي وزير أو مسؤول غير قادر على القيام بمهامه".

واستهجن محفوض "التغطية التي يؤمنها فريق سياسي لفريق آخر يجر البلد باتجاه الانحلال تنفيذا لمؤامرة كبيرة، فقط لأنّه يستفيد من سياسة المحاصصة القائمة والمستمرة".