التقى مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ في دار الفتوى الوزير المستشار في سفارة ألمانيا في بيروت كارستن ماير ويفهاوزن بحضور الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي محمد السماك، وقدم ويفهاوزن لدريان دعوة من وزير الاتحاد للتعاون الاقتصادي والتنمية الألماني غيرد مولر لحضور المؤتمر المنوي عقده في برلين بعنوان " الأديان وأجندة 2030 للتنمية المستدامة".

كما استقبل المفتي دريان وفدا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة علي فيصل، الذي اوضح بعد اللقاء، اننا "التقينا بالمفتي وعرضنا معه الكثير من العناوين، أولها قضية القدس والأماكن المقدسة التي تتعرض لعدوان شرس كما كل المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ودعوناه إلى بذل جهوده لدى المنظمات الإسلامية من اجل تحرك دولي ينقذ القدس مما تتعرض له ويوفر الحماية المطلوبة للشعب الفلسطيني خاصة في ظل المشروع الإسرائيلي الذي ما زال قائما وهو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والذي لا يمكن لإسرائيل ان تتراجع عنه الا بموقف دولي واسلامي جدي يضع حدا لكل الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".

وذكر فيصل ان "العنوان الأخر الذي عرضناه كان الانتفاضة الشعبية المتأصلة حيث اكدنا على ان هذه الانتفاضة حققت الكثير من الإنجازات رغم تجاهلها على المستويين العربي والدولي وصمت العالم تجاه ما ترتكبه إسرائيل من إعدامات يومية وميدانية بحق الشعب الفلسطيني، وهي انتفاضة ستتواصل رغم كل سياسات القمع. لذلك ندعو الى العمل الجدي على استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لحماية منجزات وتضحيات شعبنا في الميدان وذلك عبر تشكيل الأطر الوطنية المطلوبة لتحصين إنجازات شعبنا الوطنية وذلك في اطار استراتيجية وطنية جديدة تنهي مسيرة المفاوضات العبثية وتعمل على تطبيق قرارات المجلس المركزي خاصة وقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي".

واضاف: طرحناه مع دريان كان الانعكاسات السلبية للإجراءات التي اتخذتها وكالة الغوث بتخفيض خدماتها وما سببته من ماسي على اكثر من مستوى حيث دعونا المفوض العام المتواجد اليوم في لبنان الى تحمل مسؤولياته لجهة إجبار الدول المانحة على سد العجز في الموازنة، انطلاقا من كون الأسباب الحقيقية للعجز الراهن هو سياسي يهدف إلى إجبار شعبنا الفلسطيني على تنازلات تمس حقوقه الوطنية، معتبرا ان "إصرار الأونروا ومفوضها العام على المضي في إجراءاتهم بتخفيض الخدمات خاصة في مجالي الاستشفاء والتعليم فهذا يعني إسهام مباشر في قتل وشعبنا وتجهيله ودفعه لحالات ياس وإحباط لا احد يعلم نتائجها. وهي سياسة لا يمكن قبولها من قبل اللاجئين الذي يرفضون سياسات الابتزاز ويرفضوا العبث بصحة وتعليم جيل بأكمله بها تحت أي ذريعة كانت".

كما ثمن فيصل "التحركات الشعبية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في المخيمات ونؤكد انها متواصلة حتى استجابة وكالة الغوث للمطالب الشعبية بالتراجع عن جميع الإجراءات بتخفيض الخدمات ونؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة التحركات الشعبية، وندعو الأونروا والدول المانحة إلى تحمل مسؤوليتهما لجهة تامين الأموال الضرورية لسد العجز في الموازنة وبما ينعكس إيجابا على مستوى تحسين الخدمات"، داعيا "الدولة اللبنانية إلى دعم شعبنا ومطالبه المحقة".

كما استقبل المفتي دريان وفدا من مركز الأبحاث بالشؤون الدينية والدولية، ووفدا من متطوعي الدفاع المدني الذين اطلعوا دريان على تحركاتهم بالسعي لتثبيتهم، واكد دريان وقوفه إلى جانبهم لما يبذلوه من عطاءات وتضحيات إنسانية للوطن، وامل من المسؤولين إنصافهم بما يتلاءم مع مصلحة الوطن والمواطن، كما وقع على العلم اللبناني تضامنا مع المتطوعين.