بدأت الاستعدادات والتحضيرات في قرى وبلدات ​محافظة النبطية​ لاجراء ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية في موعدها المحدد في ايار المقبل، من خلال انتخاب 116 مجلسًا بلديًا و266 مختارًا و117 مجلسًا اختياريًا(1)، وسط آمالٍ بأن يملأها أشخاص يعكسون صورتها بطريقة حضارية وديمقراطية.

واللافت في هذه الانتخابات أنّ القوتين الأساسيتين في الجنوب، أي "حركة أمل" و"حزب الله"، تتعاطيان وكأنّ هذه الانتخابات واقعة غداً، وهما متّفقان على إجرائها وفق الاتفاق السابق بينهما، والذي ينصّ على أساس اعتماد النسبية، علمًا أنّ مؤشراتٍ عديدة رُصِدت خلال الأيام الماضية على الصعيدين الرسمي والحزبي، تعكس أجواء تفاؤلية بأنّ الانتخابات ستجري في موعدها.

ومن هذه المؤشرات تسليم المسؤولين في سراي النبطية الحكومي ​لوائح الشطب​ إلى البلديات والمخاتير في أقضية النبطية، ​بنت جبيل​، حاصبيا، و​مرجعيون​ لمراجعتها وتصحيحها وإعادتها الى السراي في العاشر من آذار المقبل تمهيداً لإعتمادها في الإنتخابات البلدية والإختيارية في أيار المقبل، كما أنّ ​المدارس الرسمية​ بدأت هي الأخرى بتسجيل أسماء المعلمين الراغبين في المشاركة في تلك الإنتخابات كرؤساء أقلام وكتبة، وهذا دليل رسمي آخر على التحضير للإنتخابات المذكورة.

إضافة إلى ذلك، كان لافتاً أنّ "حزب الله" و"حركة أمل" قاما بتزييت الماكينات الإنتخابية التابعة لهما في البلدات والقرى الجنوبية، وأطلقا عملهما في استمزاج آراء العائلات والفاعليات والمناصرين والمؤيدين لهما كمؤشر لإستنباط الواقع الإنتخابي المقبل، رغم أن الإعلان الواضح والجلي والمؤكد أن "حركة أمل" و"حزب الله" سيقودان هذه الإنتخابات بلوائح مشتركة بينهما على مستوى الجنوب والنبطية تطبيقاً لبنود الإتفاق الذي جرى في الإنتخابات البلدية والإختيارية الأخيرة التي جرت في العام 2010، والذي تم فيه تكريس مبدأ النسبية لنتائج إنتخابات 2004 البلدية والإختيارية بينهما(2).

وفي هذا السياق، أكدت مصادر الجانبين لـ"النشرة" أن هذا المبدأ الذي اعتمد من 2004 الى 2010 هو الذي سيكرس في إنتخابات 2016 بروح من الإنفتاح والشراكة، كاشفةً أنّ اجتماعاً ثنائياً سيعقد بينهما و سيصدر عنه توقيع إتفاق يتضمن بنوداً تؤكد الشراكة على إجراء الإنتخابات المقبلة بينهما في الجنوب، لافتة إلى أن الماكينات الإنتخابية لهما تأهبت لإطلاق العملية الإدارية واللوجستية للإنتخابات البلدية المقبلة.

في حين تؤكد المصادر أنّ الجانبين سيعمدان لترشيح حزبيين ومناصرين من العائلات المنضوية تحت لواء كل منهما، لا يتردّد الكثير من الجنوبيين في القول أنّ الإنتخابات في الجنوب انتهت قبل أن تبدأ، بل أنّ نتائج الإنتخابات البلدية لكل طرف باتت محسومة من الآن...

(1)تتألف محافظة النبطية من أربعة أقضية على الشكل الآتي:

- قضاء النبطية، وفيه 39 بلدية، بينها بلدية منحلة هي بلدية الكفور، و91 مختاراً و41 مجلساً اختيارياً، ومدينة النبطية هي عاصمة المحافظة السادسة وفيها تتمركز مؤسسات الدولة.

- قضاء مرجعيون، وفيه 26 بلدية منها 3 بلديات منحلة هي القليعة، ابل السقي، وبرج الملوك، و80 مختارا و29 مجلسا اختياريا، ومدينة مرجعيون مركز القضاء وعاصمته جديدة مرجعيون.

- قضاء حاصبيا، وفيه 15 بلدية ومنها بلديتان منحلتان وهما حاصبيا والهبارية، و37 مختارًا و18 مجلسًا اختيارياً، ومركزه مدينة حاصبيا وعاصمته حاصبيا.

- قضاء بنت جبيل، وفيه 36 بلدية ومنها بلدية صفد البطيخ المنحلة، و58 مختارا و29 مجلسا اختياريا ومركزه مدينة بنت جبيل صيفًا وبلدة تبنين شتاءً.

(2)الفريق الذي حصل في انتخابات الـ2004 على 55 بالمئة من نسبة الأصوات حاز في الـ2010 على رئاسة البلدية (أي نصف الأعضاء زائد واحد لأي بلدية)، والذي حصل على نسبة 45 بالمئة من نسبة الأصوات حاز على مركز نائب رئيس البلدية