للمرة الأولى يتكلم سعد الحريري بصدق، لأنّ الرئيس لحود كان الأصعب والأكثر صعوبة والرقم الصعب بين حقّ الوطن وباطل مواطنيتهم، فالرئيس لحود كان الخير كله لمصلحة لبنان وكان مشروعهم الشرّ كلّه، لحود سعى إلى حرية الوطن والمواطن، أما هم فكانوا الأتباع وحاملي الجنسيات اللالبنانية والمنفّذين لأوامر مليكهم ورؤساء الدواوين والأمراء.

نعم كان الرئيس لحود يبني جيش الوطن ويحمي المقاومة من أجل تحرير الأرض من العدو اليهودي التلمودي، أما هم فكان مشروعهم استقبال ربيع رابين والمقايضة بتسديد ديون لبنان مقابل توطين الفلسطينيين على أرضه، كي يمرّ الاستسلام ويحرقوا المقاومة بقاذفات اللّهب تلبية لأوامر المدير الأميركي. نعم كان الرئيس لحود هو الأصعب يوم أعطى الأوامر بالردّ على العدوان «الإسرائيلي» وحماية المقاومة، فيما هم كانوا ملحقين ينافقون بأنهم مع المقاومة ويتآمرون كي يستمرّ العدوان.

نعم، كان الرئيس لحود الطامة الكبرى والأصعب عليهم يوم انتُخب فخامة المقاوم رئيساً للجمهورية ورفض ابتزاز مشروعهم، ووعدهم «بالمَنّ والسلوى» في بداية عهده وكسر كلّ الاتفاقات الإقليمية والعالمية، وجاء رئيس الوزراء الآدمي والمقاوم سليم الحصّ.

نعم، كان الرئيس لحود هو الأصعب يوم حرّر لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته، وهم كانوا خارج الحكم يحسدون اللبنانيين كلّهم على إنجازهم التاريخي بدون ذكر أسمائهم، وهذا من فضل ربّ العالمين، وإلّا لكانوا تاجروا ونافقوا بهذا الانتصار العظيم كما هي عاداتهم وتربيتهم المركنتالية.

نعم، كان الرئيس لحود الأصعب يوم حطّم آمالهم بالسيطرة السياسية والمالية على لبنان، ودحر مشروعهم بتحويله إلى محمية أو مشيخة أو إمارة حريرية، استناداً إلى اتفاق الطائف، الذي كرّس بتفسيرهم الخاطئ للدستور مع شركائهم الفاسدين والمفسدين المنشقّين السوريين «عبد الحليم خدّام» وشلّته الطائفية الفاسدة والمذهبية الناهبة للمال العام.

نعم، كان الرئيس لحود الأصعب، لأنه كرّس صيغة الرئيس الذي يمثل لبنان القوي كلّه ويرفض الترويكا والدويكا كلّتيهما، التي خطّطت كي يكون الرئيس المسيحي ضعيفاً تابعاً وتستقوي عليه بقية المذاهب تحت شعار الشراكة في الفساد والإفساد في إدارة شؤون العباد.

نعم، كان الرئيس لحود الأصعب والأخطر يوم صمد أمام عهرهم، باستخدام دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري للانقلاب على إنجازات أهلنا اللبنانيين كلّهم من أجل حرية وسيادة وكرامة مزوّرة، تدار من قبل المشروع الأميركي و«الإسرائيلي» في الشرق الأوسط الجديد.

اليوم، يدرك المواطنون اللبنانيون أكثر وأكثر خداعهم وأنهم تجار فاسدون ومفسدون، ولا علاقة لهم بالمبادئ والثوابت، خصوصاً بعد أن تركهم من استغلّ مشروعهم هذه السنوات كلّها، وفي مقدّمتهم وليد بيك جنبلاط والمدعو سمير فريد جعجع، الذي رفعوا له شارة النصر يوم هروبه الكبير في غفلة من الزمن، وافتخروا بصفاقتهم بأنّ دم دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي هو ماء بينما دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من ذهب.

نعم، كان الرئيس لحود الأصعب يوم كشف عورة مشروعهم وستره يوم تآمروا على لبنان كلّه في حرب «إسرائيل» عام 2006، حيث كان المقاومون والجيش اللبناني يصنعون أعظم انتصار في وجه العدو، بينما كان سنيورة مشروعهم يتآمر مع كونداليزا رايس والأتباع كلّهم من العرب والعجم كي يستمرّ «الإسرائيلي» في القتل وسفك الدماء إلى أطول مدّة ممكنة، كي ينهزم مشروع لبنان الوطن الحرّ السيد العزيز، فكانت هزيمتهم على يد فخامة المقاوم يوم أسقط الأهداف الخبيثة للقرار 1701 في نزع سلاح المقاومة وانتصر لبنان وانتصر جيشه ومقاومته وشعبه برئاسة فخامة الأصعب والأكثر صعوبة «إميل لحود».

نعم كان الرئيس لحود الأكثر صعوبة يوم صمد في قصر بعبدا حتى آخر ثانية من حكمه، رغم ابتعاد الأقربين وفجورهم، خرج إميل لحود مرفوع الرأس ليدخل قلوب كلّ اللبنانيين، وبقي مشروعهم مشروع الرؤوس الذليلة مشروع العبيد المأمورين لعبيد مأمورين…

هذا غيض من فيض صعوبة فخامة الرئيس إميل لحود، الذي سيبقى تاريخاً مشرفاً ومنارة مضيئة لكلّ الشرفاء والأحرار الذين يقاومون مشروعهم الفاسد والمفسد والتابع والعميل، والذي بدأت تباشير انتهائه وسقوط مفاعيله بسقوط مديره الإقليمي و«إنّ غداً لناظره قريب».