أشار رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​ في العظة التي ألقاها خلال القداس الذي ترأسه بمناسبة "اليوم العالمي الرابع والعشرون للمريض" في كنيسة مستشفى القديسة تريزيا- الطفل يسوع في الحدث إلى "إننا نذكر في هذه المناسبة صديق لبنان البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي احب هذا الوطن مثلما احب بلاده بولونيا واحبها مريضة وعمل على شفائها الكثير الكثير وهو الذي كان في نهاية حياته مريضا مثلها فقال اقدم مرضي هدية للرب وابقى في عملي حتى الرمق الاخير".

ولفت إلى أن "المريض هو موقع حب كبير للرب ويكفي ان نقرأ الانجيل لنرى هذا الحب الذي كان يظهر يوميا في آيات الرب حيث تقدم اليه المرضى بالعشرات والمئات وكان يشفيهم. لكنه كان يتعمد في بعض الاحيان ان يقول كما قال للمخلع قبل ان يشفيه "يا ابني مغفورة لك خطاياك" لكن الفريسيين رفضوا ان يكون يسوع غافرا للخطايا فأجاب وقال لهم: "الافضل ان نقول مغفورة لك خطاياك ام ان اقول لهذا المريض قم واحمل سريرك وامش. فلك اقول هذا قم احمل سريرك وامش". كان يريد ان يشفي مرض النفس والجسد، وكلها امراض صعبة علينا. شفاء الرب نريده شفاء كاملا وربما نحن اللبنانيين اخذنا من هذا الروح روح الشفاء الكامل كلمة نقولها لمن يشرب ماء في بيتنا فنقول له "صحتين" وهذه الكلمة تعني الصحة ونريد لمرضانا "الصحتين" ونريد لنا جميعا ان نبقى في "صحتين". الرب يحب المرضى لا بل هو الطبيب السماوي الذي نزل الى ارضنا ليداوينا ويشفي جروحنا ويعيدنا الى الحياة نحن الذين اقعدنا بالخطأ والخطيئة ليقيمنا امامه لنسير في الطريق".

وأكد مطر أن "ربنا لا يريدنا مقعدين بل واقفين واذا ألم بنا المرضى نحن نسلم نفسنا له ونطلب منه رحمة، الرحمة التي ظهرت في الانجيل المقدس الذي تلي على مسامعكم، هذا المثل العظيم الذي جاء على لسان الفريسي ليطرح على يسوع سؤالا ليوقعه "من هو قريبي" فماذا كان جواب يسوع عندما اعطى مثلا عن رجل ضربه اللصوص ووقع ارضا مضرجا بدمائه فمر كاهن من العهد القديم فتركه ومضى ومر لاوي يفسر الكتب جاوزه ومضى والواقع على الارض يهودي وهم ايضا. ومر سامري، اي عدو اليهود ويقول الانجيل انه تحنن على المريض واسعفه وداواه وحمله على دابته وانزله في فندق ودفع التكاليف وسأل الرب يسوع ذاك الفريسي: من كان قريبا لهذا الانسان الواقع ارضا فأجابه الذي صنع له الجميل. فقال له اذهب وافعل كذلك".

وأفاد أن "أهلنا الوزراء والنواب هم اهل الخدمة ونحن نعلم كم يقدمون من خدمات وبالنتيجة هم يحملون وزر الشأن العام وطوبى لكل انسان يكمل رسالته بهذا المعنى ان يكون محبا وخادما لغيره واليوم نحن في مستشفى القديسة تريزيا- الطفل يسوع نزور المرضى ونشكر جميع الذين يعملون في مجال الطب والتمريض. فيا ايها الاطباء والممرضون والممرضات انتم صورة المسيح العطوف والمحب وتعرفون ذلك ولكم الشرف ان تعملوا في هذا المجال وللكنيسة الشرف ان نكون وراء مستشفيات هي علامات رحمة الله في الارض وفي الوطن والكنيسة لازمت هذا العمل منذ البدايات فقط اليوم هناك مستشفيات تقدم الرحمة والخدمة ونبقى روح الرب روح الخدمة روح الشفاء والمسيح يتجلى عبركم بمحبته وانتم ايها المرضى انتم تسيرون كذلك مع المسيح المتألم والشافي الذي حمل صليبه من اجل فداء العالم. وكم نسمع من المرضى هذه الكلمات العظيمة "مع الامك يا يسوع" و"لمجدك يا الله". نحن نتحمل ونتوجع لمجد الله، كما اننا نمجد الله بأعمالنا وانجازاتنا".