لفت رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ في العظة التي ألقاها خلال ترأسه قداسا احتفاليا بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيس مدرسة الحكمة إلى أنه "فلنسمع كلنا في هذا اليوبيل الفارح رسالة الله إلينا إنها رسالة فرح لنعمة كبيرة، تمثلت بهذه المدرسة العزيزة، مدرسة الحكمة جديدة المتن التي كان الفضل الأكبر في تأسيسها لمثلث الرحمة سلفنا الصالح المطران خليل أبي نادر. نذكره حيث هو في السماء على رجاء أن يذكرنا هو اليوم أمام منبر الرب في العلياء الخالدة، هو الذي من مدارس الحكمة، أسس هذه المدرسة منذ خمسين سنة وأسس مدرسة الحكمة هاي سكول في عين سعادة،كما بنى في الأساس المطران يوسف الدبس مدرسة الحكمة في بيروت منذ 140 سنة. ثم عاد وأضاف مدرستين مدرسة الحكمة في كليمنصو منذ 40 سنة ومدرسة الحكمة في عين الرمانة منذ 30 سنة. أي أنه له الفضل بتأسيس أربع مدارس من ست أما سائر المدارس فكان فضل عليها من المثلث الرحمة المطران اغناطيوس زيادة الذي بنى مدرسة الحكمة برازيليا في منطقة بعبدا.كما أعطانا الله أن نكمل حلم جامعة الحكمة التي أسس معهد الحقوق فيها،وكان أول معهد للحقوق في لبنان، منذ 140 سنة المطران يوسف الدبس،فأكملناه وبنينا له صرحا جديدا وصارت جامعة من 8 كليات و4 آلاف طالب للرب التمجيد والإكرام إلى الأبد. هذا يعني أن الكنيسة تنشر إنجيل المسيح عبر الثقافة وتربية النشء الجديد".

وأشار إلى "إننا نشكر الله على كل النعم التي أعطانا إياها ونريد أن نكون أمنين لها وهذا ما دأبت الحكمة إلى زرعه في قلوب أبنائها منذ 140 سنة وتستمر لذلك نشكر الله على مدرسة الحكمة جديدة المتن وعلى كل مدارسنا وجامعتنا لأنها مبنية على هذا الأساس. يقولون عن الحكمة أنها عائلة،أي جميع أفرادها لهم نفس الكرامة وأن المحبة تجمعهم نحن في لبنان نريد أن نبني مجتمعنا،طبعا على كرامة الجميع وأيضا على المحبة بين الجميع، أن يحب بعضنا بعضا وأن يبني بعضنا بعضا،كما قال بولس الرسول وأن يكون هم الآخر حاضرا في قلب وهم الآخر ليصبح لبنان هما واحدا مشتركا والشرق كله هما مشتركا بين الجميع لا نريد أن نبني لنفوسنا مصيرا منفصلا. نريد أن نبني لنا ولغيرنا مصيرا مشتركا على أسس من الإنسانية والمحبة والسلام".

وأكد أنه "على هذا الأساس أشكر الله معكم على هذا اليوبيل. مدرسة الحكمة جديدة المتن لها فضل كبير في هذه المنطقة وفي لبنان على مدى خمسين سنة، زرعت العلم في أجيال بعد أجيال ونبت من أبنائها مسؤولون في الدين والسياسة والقضاء والمحاماة والهندسة والطبابة وكل مرفق من مرافق الحياة،حيث هم في طليعة الناس يحملون المسؤوليات من أجل وطن كبير بقلبه وشهامته، وطن سليم معافى. لذلك أشكر معكم، كل الذين تعاقبوا على رئاسة هذه المدرسة والذين ضحوا ويضحون من وقتهم وعلمهم بدءا من المثلث الرحمة المطران خليل أبي نادر وكل الآباء الرؤساء وصولا إلى الأب الرئيس الخوري أنطونيو واكيم الذي يمثل اليوم كل هذه الطاقة من أجل المستقبل".

وأشار إلى أن "اليوبيل ليس تبجحا بالماضي، بل نظرة إلى المستقبل. يقولون ما هو مشروع لبنان؟ مشروع لبنان أن يستمر على أسس كانت من الآباء والأجداد، لن نخترع لبنان جديدا، بل نتشبث بلبنان متجدد، لأن قيمه باقية له ولغيره في الوقت عينه".

وأشار إلى "إنني أقول لتلامذتنا الأحباء، أنتم فلذة الأكباد، أنتم غدنا المشرق في الكنيسة والمجتمع والوطن. لذلك واجب علينا أن نعطيكم كل شيء وكل ما نملك من طاقات وكل محبتنا وكل قلوبنا حتى تكونوا أنتم لبنان الغد ولبنان المستقبل على هذه النية أرفع القربان اليوم وأصلي مع الآباء الأجلاء ومعكم جميعا، حتى يبقى هذا الوطن عزيزا، كريما، مفدى وحتى يكون في طليعة الذين في هذه المنطقة يعملون من أجل الإنسان وكرامته وحقوقه"، لافتاً إلى أنه "أمام الله في هذا القداس نسأله أن يعطينا في الحكمة خمسين سنة جديدة من السلم والعلم والمحبة والعطاء وأن يبقى لبنان بفضل أنعامه علينا واحة سلام ومحبة لكل هذا الشرق والله كبير وكريم وسخي علينا جميعا،نسأله رحمة ورضوانا علينا وعليكم وليكن عيد مار مارون مباركا وصومنا الآتي صوما مباركا لفصح جديد وخلاص جديد للشرق وللبنان وكل العالم وكل يوبيل وأنتم بخير بشفاعة مار مارون لكم ولنا".

من جهة أخرى أشار رئيس المدرسة الخوري أنطونيو واكيم إلى أن "كانت مسؤولية المدرسة نشر المعرفة والعلم فإن رسالة الحكمة تتميز في ثالوث بناء الحكموي، فكريا وانسانيا وروحيا، ما يتمم رسالة كنيستنا المارونية".

كما أفاد رئيس رابطة قدامى المدرسة القاضي نسيب إيليا أن "اليوم ألون كلماتي بشحنة روحية. اليوم حمل الصليب يأخذني، والحياة ترنو الى تجاوز كل الصعوبات، اليوم جوفي الخاوي يهوى مداد القلب".