يجري اختصاصيون في ​الجامعة الأميركية​ في بيروت بحوثاً قد تقدّم حلاً للبدانة التي تتفشّى عالمياً، وذلك عن طريق استخدام الفوسفور الذي يبدو، بطريقة مفاجئة، أنه عنصر فعّال لفقدان الوزن.

الا ان الامر يحتاج الى المزيد من الدراسات لفهم مختلف جوانب العملية التي تقود إلى مثل هذه النتيجة، لكن الاستنتاجات التي تم التوصل إليها واعدة حتى الآن، بحسب البروفسور عمر عبيد الذي تولّى قيادة الفريق الذي أجرى الاختبارات.

واستند عبيد إلى الحقيقة العلمية بأن بعض المعادن، لا سيما الفوسفور، أساسية من أجل استقلاب الكربوهيدرات أو النشويات. تحتجز الخلايا الغلوكوز عبر ربطه بجزيئات الفوسفور، ما يؤدّي إلى خفض مستواه في الدورة الدموية، ومما يعني إطلاق كمية أقل من الإنسولين في الجسم، وبالتالي خفض خطر الإصابة بالسكري. يقود احتجاز الغلوكوز إلى ثلاث نتائج مرجوّة: 1) يُسحَب الغلوكوز من الدورة الدموية، 2) يمكن إطلاق الطاقة عبر تحلّل الغلوكوز الموجود في الدم، 3) مع الحصول على الطاقة، لا يعود الجسم يشعر بأنه بحاجة إلى تناول الطعام، ويبلغ حالة من انقطاع الشهية.

أجرى الدكتور عبيد الذي غالباً ما يُلقّبه زملاؤه بـ"بروفسور الفوسفور"، نظراً إلى تحمّسه الشديد للبحوث في هذا المجال، دراسة عمد من خلالها إلى تحليل بيانات عن 63 شخصاً بالغاً في سن الخامسة والأربعين أو ما دون، لا يقل مؤشر الجسم لديهم عن 25 كلغ/م2، ويتمتعون بوظائف كلوية طبيعية. جرى تقسيم المشاركين بطريقة عشوائية، فحصل بعضهم على 375 ملغ من الفوسوفور موزَّعة على ثلاث وجبات يومياً، في حين حصل البعض الآخر على علاج بديل (بلاسيبو) لمدة 12 أسبوعاً. طلب الباحثون من المشاركين أن يحافظوا على عاداتهم الغذائية المعتادة ونشاطهم البدني المعهود طوال مدّة الدراسة، وتجنُّب تناول الكحول وممارسة التمارين الرياضية المضنية قبل 24 ساعة من الزيارات المقررة بموجب الدراسة. وقد عمد الباحثون إلى قياس وزن الجسم، ومستويات الدهون والغلوكوز والإنسولين، ومعدلات الشهية الذاتية عبر ملء استمارة عند انطلاق الدراسة ثم في الأسبوع السادس والأسبوع الثاني عشر.

وقد تبيّن أن المجموعة التي تناولت الفوسفور خسرت 0.65 كلغ في المعدل؛ في حين أن المجموعة التي تناولت العلاج البديل ازداد وزنها 1.13 كلغ في المعدل. وكذلك سُجِّل تراجع طفيف في مؤشر كتلة الجسم لدى المجموعة التي تناولت الفوسفور بالمقارنة مع المجموعة التي تناولت العلاج البديل (0.24 كلغ/م2 في مقابل 0.42 كلغ/م2؛ القيمة الاحتمالية = .01)، فضلاً عن حدوث انخفاض ملحوظ في محيط الخصر (3.62 سم مقابل 0.38 سم؛ القيمة الاحتمالية < .001).

وأشارت النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة التي استمرت 12 أسبوعاً، إلى أن مكمّلات الفوسفور أوقفت زيادة الوزن ومؤشر كتلة الجسم في حين خفّضت إلى حد كبير محيط الخصر. وكانت هذه التغييرات مرتبطة أيضاً بالشعور باكراً بالشبع.

ونُشِرت الورقة التي أعدّها الدكتور عبيد في العديد من المجلات منها Medscape وNature.com وEndocrine Today وموقع Medpage Today الإلكتروني التابع لوكالة "رويترز". من شأن إجراء مزيد من الأبحاث أن يقدّم توضيحات أكثر جزماً حول ما إذا كانت خسارة الوزن ناجمة عن الزيادة في استهلاك الطاقة، وليس عن الانخفاض في كمية الطعام التي يتم تناولها، أو عن الاثنَين معاً كما يعتقد عبيد حالياً.

كما أظهرت هذه الدراسة أن تناول الكافيين يؤدّي إلى انخفاض حساسية الإنسولين، نظراً إلى الحفاظ على مستوى الغلوكوز على الرغم من مستويات الإنسولين المرتفعة. وبيّنت أن تراجع مستويات الدهون الثلاثية أو التريغليسريد عند تناول الكافيين يدعم نظرية الامتصاص المتأخر للدهون الثلاثية بعد الأكل. يبدو أن الكافيين يؤدّي دوراً ثنائي الطور في استقلاب الغلوكوز، بحسب ما تظهره قدرته على التأثير بنسب مختلفة في مستوى الغليكوجين في الكبد.