أشارت مصادر سياسية مطّلعة في حديث إلى "الديار" إلى أن عواصم القرار الغربية التي تتعاطى بالملف اللبناني تتّجه إلى الإعتقاد بأن كلاً من طهران والرياض غير جاهزة الآن للبحث في عملية التسوية الرئاسية، لافتة إلى أن ما ظهر من خلال محادثات وزير الخارجية الفرنسي المستقيل لوران فابيوس مع المسؤولين ال​إيران​يين، يؤكد أن إيران غير مستعجلة لانتخاب الرئيس في لبنان، بينما تنشغل القيادة السعودية الآن بعملية إنشاء تحالف عربي وخليجي تمهيداً لإرسال قوات عربية إلى سوريا للتدخّل في الحرب ضد تنظيم "داعش" ومواجهة الإرهاب.

وفي هذا السياق، توقّعت المصادر الدبلوماسية عينها، أن فصولاً جديدة من التوتّر والخلاف السعودي ـ الإيراني ستنطلق قريباً وعلى محوري سوريا واليمن، لافتة إلى أن تنامي الصراع قد يؤدي إلى تمدّد رقعته السياسية كما الميدانية إلى ساحات جديدة وفي أكثر من اتجاه في المنطقة. وبالتالي، فإن الحرب الدائرة على تخوم مدينة حلب، باتت تشكّل ورقة أساسية في حسم الصراع بين النظام السوري والمعارضة من جهة، وساحة اشتباك جديدة بين طهران والرياض من جهة أخرى، وذلك من دون إغفال التجاذب الروسي ـ الأميركي الذي بدأ يظهر من اجتماع جنيف الأخير، الذي لقي فشلاً ذريعاً.

وكشفت هذه المصادر، أن لبنان سيكون له حصة لا بأس بها من شظايا هذا الإشتباك الإقليمي، وهي لا تقتصر فقط على إبقاء الإستحقاق الرئاسي في ثلاجة الإنتظار الثقيل، بل تحويل مسألة النازحين السوريين إلى مادة خلافية بين القوى السياسية اللبنانية الداعمة منها والمناهضة للنظام السوري.