أكد مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ أن رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ "كان يمثل شيئا خاصا جدا لكل منا، ذلك أنه في حياته وعمله وجهده وافكاره كان مسكون بهموم كل منا وطموحاته واحلامه فضلا عن احتياجاته، وكا يشعر بالالتزام الاخلاقي والسياسي تجاه ذلك كله"، مشددا على "أننا جميعا شعرنا بالفجيعة عندما استشهد بهذه الطريقة الفظيعة، وكأن القاتل اراد معاقبته على حلمه الوطني العربي بالعيش المشترك والوطن الحاضن والدولة القوية والعادلة والرحبة التي افتقد اليها اللبنانيون والعرب منذ زمن".

وخلال زيارة قام بها درين الى ضريح الحريري عشية الذكرى الـ11 لإغتياله، لفت دريان الى أنه "في حضرة الشهيد، تزول كل الاعتبارات لا نجامل ولا نغضب"، مشيرا الى أن "الناس أعتداوا على القول أن هذا الرجل أو ذلك شهيد القضية، ولا قضية اكبر من تلك التي استشهد من اجلها الحريري. قضية سلام الوطن وأمنه وأمناه".

ورأى أن "البلد الذي يستحق رفيق الحريري وتضحياته هو بلد عظيم بالفعل، لذلك سنبقى مؤمنين بقدرة لبنان على النهوض بقدر ما آمن الحريري، وسنعمل من أجل ذلك النهوض اقتضاء به وبنهجه"، متوجها ال الحريري بالقول: "لقد جعلت الامر صعبا جدا على كل من يمارس العمل السياسي بعدك، فالتاريخ لا يعيد نفسه".

وأضاف: "نقف اليوم عند ضريحك كما في كل عام، ونحن لا نملك لك ولا لأنفسنا الاخبار السارة فالمذبحة بالعرب مستمرة، والدولة التي أعدت بناءها أضحت مشلولة والمؤسسات الدستورية فارغة، لقد قلت أن الطريق الذي شققته بالعمل الوطني والانساني صعب الاتباع بيد أن السار من الاخبار بهذا العام وكل عام أن خلفك رئيس "تيار المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ مصر على مثل حلمك وعملك وطموحك وأملك"، مشيرا الى أن "سعد الحريري مصر على السلم الاهلي والطني وعلى العيش المشترك والتضحية بكل سبيل كي تعود المؤسسات الدستورية الى العمل، ومصر على عدم الاعتراف بوجود الطرق المسدودة أو التردي بالاسى أو اليأس ومع سعد الحريري هناك جمهور عريض من اللبنانيين لا يريدون عن وطنهم بديلا ولا يرضون بما يحصل للبنان ولا للناس في لبنان وسوريا والعراق".