لفتت صحيفة "الراية" القطرية الى ان "المحنة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها ​الشعب السوري​، خاصة مع إصرار النظام السوري و​روسيا​ على مواصلة قصف المدن ومحاصرتها مع ازدياد عدد النازحين الهاربين من جحيم الحرب تتطلب موقفاً دولياً واضحاً بخصوص إنقاذ الشعب السوري من الموت جوعاً وبرداً وحصاراً".

ورأت، في رأيها اليوم، ان ذلك "مرهون بقرار دولي بفرض مناطق آمنة، ولذلك فإن الدعوات التي صدرت من كل من رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري لروسيا بالالتزام بوقف قصف المدنيين في سوريا باعتبار أن ذلك أمر ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد، يجب أن تتحول إلى موقف دولي صارم يُلزم روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بوقف جميع الغارات والالتزام القطعي باتفاق ميونيخ".

وأشارت الى انه "على روسيا أن تدرك أن مواصلة قصف المدنيين السوريين تُشكل انتهاكاً للقانون الدولي وتقدح في مصداقيتها دولياً وأن عليها أن تدرك أن تنفيذ اتفاقية ميونيخ مرهون بوقف التدخل العسكري في سوريا ووقف الغارات وقصف المدن باعتبار أنه لا يمكن التقدم في المسار السياسي لحل الأزمة السورية دون وقف القصف الروسي الذي يهدف لتغيير موازين القوى بشكل حاسم لصالح نظام الأسد، ولذلك فإن روسيا يجب أن تدرك أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تداعيات هذه الأزمة، خاصة أن غاراتها لم تستهدف الإرهاب كما تدعي، وإنما موجهة ضد المدنيين السوريين والمنشآت العامة من مدارس ومستشفيات".

وشددت على انه "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن الصمت المخجل تجاه هذه المأساة بعد الاتفاق الذي تم في ميونيخ غير مقبول وأن أي تخاذل في إلزام روسيا ونظام الأسد بالاتفاق يعني أن هناك فشلاً دولياً ولامبالاة تجاه الأزمة السورية والتي اختصرها المجتمع الدولي والدول الكبرى في الدعوة للحوار السياسي والمؤتمرات الدولية رغم إدراك الجميع أن حل المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي تعيشها سوريا يجب أن يسبق أي حوار سياسي وأن الإصرار على الحل السياسي بمعزل عن إلزام روسيا والنظام وحلفائه بوقف الغارات على المدن وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتوصيل الإغاثة للمتأثرين بدون قيد أو شرط هو الذي قاد إلى هذا الوضع الذي استغله النظام بدعم من روسيا ومارس المزيد من التعنت بزعم محاربة الإرهاب ما أجبر أكثر من 70 ألف سوري أعزل على ترك منازلهم واللجوء إلى العراء بالمناطق الحدودية مع تركيا طلباً للحماية".