اشارت مصادر وثيقة الصلة برئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ لصحيفة "الراي" الكويتية، الى انه أراد من عودته الى لبنان في الدرجة الاولى رسالة حاسمة وحازمة حيال مضيّه من دون تراجع في حمل أمانة رفيق الحريري بعدما ذهب كثيرون في التشكيك والشكوك سواء منها المقصودة على أيدي الخصوم او الملتبسة على أيدي حلفاء في عزم الحريري الابن على هذا الصعيد، فجاءت العودة لتقول للجميع ان "تيار المستقبل" وزعيمه لا يزالان يشكلان الرقم الصعب في مسار اختطه الحريري الاب.

ولفتت المصادر الى ان الحريري أراد ان تكون إطلالته مباشرة بين مناصريه وحلفائه وأصدقائه وحتى خصومه، كي يؤكد ان كل مواقفه ومبادراته والتي كان آخرها المبادرة المتعلقة بتأييد ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية للرئاسة إنما تهدف الى إنقاذ الدولة والنظام من استمرار الشغور الرئاسي مهما تطلب الأمر من تضحيات وان كل ما وجه من سهام اليه لن يردعه عن المضي في العمل من اجل تحقيق هذا الهدف.

ولا تخفي المصادر نفسها الهدف الثالث الأساسي من عودة الحريري وهي ان يعيد الى صفوف تياره الروح المعنوية العالية بعدما أمعنت جهات كثيرة في توظيف غيابه الطويل عن لبنان وما يحكى عن بعض متاعبه المالية من اجل محاولة اضعاف "المستقبل".

واشارت المصادر الى ان عودة الحريري قد تكون جاءت في التوقيت الأفضل وسط الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات البلدية التي بدأ "تيار المستقبل" يعدّ لها بكل جدية خلافاً لكل المعطيات الخاطئة المعاكسة.

ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان عودة الحريري امس وحدها لا تعني ان انقلاباً في المشهد السياسي سيقوم على أثرها باعتبار ان الوضع الداخلي بالغ التعقيد والصعوبات ولا شيء يوحي بانفراج قريب خصوصا في مسار الأزمة الرئاسية التي تبدو الى مزيد من التعقيد. ولكن على رغم ذلك فان عودة الحريري وخطابه في ذكرى 14 شباط سيضخان حيوية سياسية جديدة في المشهد السياسي العام لا بد من انتظار ردود الفعل المختلفة عليها فضلاً عن الأثر الإيجابي المتوقّع في شأن اعادة شد عَصّب انصار "المستقبل" خصوصاً بعد معالجات منتظرة للكثير من أمور داخلية خلال فترة وجود الحريري في بيروت.