يترقب حلفاء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون كما أخصامه مضمون الكلمة التي سيلقيها في ذكرى "14 آذار" والتي يؤكد مقربون منه أنّها ستكون مفصلية، باعتبار ان ما بعدها لن يكون كما قبلها. وبالرغم من أنّه وضع الحلفاء المقربين وأبرزهم "حزب الله" في أجواء الاستياء العارم المسيطر في الرابية والذي يؤكد أنّه سيكون له تداعياته من دون أن يحدد الشكل والتوقيت، تختلف التوقعات بين من ينتظر مفاجآت من العيار الثقيل وبين من يؤكد أن عون لن يتمكن من رفع السقف كثيرا بعدما أبلغه الحزب ان العبث بمصير الحكومة خط أحمر.

وبحسب المعلومات، فان "حزب الله" يقسّم الملفات حاليا الى فئتين، أمنية وغير أمنية. وفي الفئة الأولى يشدد الحزب على حرصه الكلي على الاستقرار الأمني ووجوب الابتعاد عن اي عوامل من شأنها العبث به. وفي هذا السياق، تشير مصادر معنية الى ان ما يتم تداوله عن امكانية دفع عون باتجاه اسقاط الحكومة ليس مرحّبًا به لدى "حزب الله"، الذي يعتبر الحكومة الحالية احد العوامل التي تؤمن الاستقرار واسقاطها قد يودي بالبلاد الى ما لا تحمد عقباه. ويتلاقى موقف "حزب الله" هذا مع قرار دولي كبير وتفاهم أميركي-ايراني-فرنسي على التعاطي مع الحكومة على أنّها خط أحمر ممنوع تجاوزه، وتشير المصادر الى ان رئيس مجلس الوزراء ​تمام سلام​ أُبلغ بهذا القرار مرارًا وتكرارًا في كل مرة لوّح بها بالاستقالة، لافتة الى ان مراجع دولية استخدمت لغة حازمة في ابلاغ هذا القرار للمعنيين.

ولا تستبعد المصادر أن يعود عون وفريقه الوزاري الى تحريك ملفات معينة بهدف زكزكة واحراج الفريق الخصم، حتى وان وصل الحد لإعادة تعطيل العمل الحكومي، وهو ما لا يمانع "حزب الله" بمجاراته به شرط الاّ يهدد ذلك بفرط عقد مجلس الوزراء. وتقول المصادر: "حتى ان وزير العدل ​أشرف ريفي​ تلقى أكثر من رسالة دولية حادة ردًّا على استقالته، فيما تواصلت واشنطن مباشرة مع رئيس تيار "المستقبل" ​سعد الحريري​ لثنيه عن سحب وزرائه تنفيذا لرغبة سعودية باحراج حزب الله من خلال محاصرته سياسيا في الداخل اللبناني".

وتعتبر المصادر أن ليس بين يدي عون اسلحة كثيرة يُقاتل فيها لكسب المعركة، لافتة الى ان السلاح الاقوى الذي قد يلجأ اليه هو العرقلة والتعطيل والانسحاب من الحوار وامكانية الانسحاب من مجلس النواب تمهيدا للضغط على اخصامه للرضوخ لطرح اجراء انتخابات نيابية مبكرة تلي الانتخابات البلدية بعد سقوط العذر الأمني.

الا ان مقربين من رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" يؤكدون أن ما يحضّر له لن يكون متوقعا، مشددين على ان زمن الرضوخ ومراعاة الخواطر ولّى الى غير رجعة، متسائلة: "متى سينفعنا حلفاؤنا ويقفوا الى جانبنا اذا لم يكن اليوم ونحن المهددون بوجودنا؟ بماذا سينفعنا تحالفنا معهم اذا تخلوا عنا في هذه المعركة؟"

وحتى انتهاء الفريق المقرب من عون وعلى رأسه وزير الخارجية ​جبران باسيل​ من اعداد خطة عمل المرحلة المقبلة، يُتوقع ان تنشط الاتصالات وتكثر التمنيات وحتى الضغوط لممارسة الرابية مزيدا من ضبط النفس، هي أبعد ما تكون عنه اليوم بعد اعلانها ما يشبه الاستنفار العام استعدادا للتصعيد المقبل.