اشار سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا، الى ان مئة يوم مرت على إعدام الشيخ نمر باقر النمر. الإعدام الذي يكشف السياسة البوليسية للنظام السعودي والترهيب الذي يمارسه ضد المواطنين، مانعاً إياهم من المطالبة بأي تغيير أو إصلاح أو نقد الأوضاع الداخلية ولو كانت جزئية وبسيطة. والشيخ نمر ظل مواظباً على رفع الصوت ضد الفاسدين والمحتكرين ولصوص السياسة والأمن، ولم يخف يوماً من أن يُعتقل أو يُقتل بل كان موطّناً على لقاء الله نفسَه، عالماً أنّ أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر، ولذلك كان لا يتعب من الدعوة إلى إحقاق الحق وإصلاح الفساد وصولاً إلى دولة تحكمها قواعد العدل والمنطق والقانون.

ولفت الى إن الإحساس بالغبن والحرمان والظلم يدفع أي إنسان إلى التحرك والجهر بالحق وإن عز. لكن الواضح أن النظام السعودي لم يكترث للمطالب الإنسانية وزجَّ بالمئات من المتظاهرين في السجون لئلا يُخدش شعور مَلِك أو أمير يستقي نفوذه من القمع وبحور من الدماء ، وهكذا زُجّ الشيخ النمر في المعتقل قبل أن يصدر قرار قتله في تحدٍ صارخ لحرية التعبير.

اضاف الشيخ النمر الذي دأب على المطالبة بالإصلاح حتى النفس الأخير من حياته لم يكن دافعه الطمع في نصيب من مكاسب صغيرة أو كبيرة ، بل كان همه متصلاً بكل ما فيه سلام وخير للناس جميعاً.

ودعا الى ضرورة الترقي في حالة الانتخابات البلدية وترشيح الأفضل وانتخاب الأفضل، فلا حاجة للناس برؤساء وأعضاء للجاه والفخر. الناس بحاجة إلى إنماء وإلى من يعمل في سبيل رفع مستوى الخدمات وتطوير الحياة في القرى والبلديات التي عاشت لسنوات طويلة إما تحت الاحتلال وإما تحت الحرمان.