من مدخل بيروت الشرقي إلى الرملة البيضاء، ومن العدلية إلى وسط بيروت، ومروراً بالجميزة والأشرفية والطريق الجديدة والبسطة ورأس بيروت... من الذين يقترعون للمرة الأولى إلى الذين اقترعوا منذ ستينيات القرن الماضي... كلُّ هؤلاء يعتبرهم الرئيس سعد الحريري أهله وبيوته... لا فرق عنده بين الجميزة والطريق الجديدة، ولا تمييز عنده بين إبن الأشرفية وإبن رأس بيروت... الجميع بيارتة والإهتمام واحد، والإثنين المقبل في التاسع من أيار، سيستفيق الجميع على انتصار البيارتة، الذين صوّتوا منهم والذين لم يصوِّتوا، فحين تنتصر لائحة البيارتة فإنها تكون انتصرت لكلِّ بيروت وليس للذين وضعوا لائحتها زي ما هيي.

في ثقافة الرئيس سعد الحريري، هذه هي الديمقراطية، إنها ديمقراطية الناس وليست ديمقراطية السياسيين، قبل موعد الإنتخابات هناك اصطفافات وهناك لوائح وهناك حملات، عند فتح الصناديق وفرز النتائج وإعلان الفائزين، تسقط الإصطفافات، والفائزون يكونون لكل الناس وليس للذين صوتوا لهم، بهذا المعنى فإنَّ لائحة البيارتة لكل البيارتة وليس للذين صوتوا لها فقط.

هذا هو سعد الحريري، هذه هي ثقافة الإستيعاب التي يقوم بها، هذه هي الزعامة الفريدة التي تقول:

نحن لكل الناس حتى لو لم يكونوا كلهم معنا.

يقولون هذا الكلام لأنَّ الحياة السياسية ليست كلها صناديق اقتراع، فالإختبارات الديمقراطية، سواء أكانت بلدية أم نيابية، وسواء أكانت كل ست سنوات أم كل أربع سنوات، فهي اختبارات دورية إذا صح التعبير، فالزعيم الشاب، الرئيس سعد الحريري، لا يقيس شعبيته كل يوم، ولا ينتظر صناديق الإقتراع ليختبر حيثيته، يكفي أن ينزل إلى الشارع ليرى الآخرون، وليس هو، حجم الإلتفاف حوله، إنه التفاف الوفاء على العطاءات والإنجازات منذ أكثر من ثلث قرن من دون انقطاع:

الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم الرئيس سعد الحريري، ليس في بيروت فقط بل في كل لبنان. نَدَر أن بلغت زعامة لبنانية هذا المدى من العطاء وهذا المدى من الوفاء، مدرسة الحريري في الإهتمام تمتدُّ من وادي خالد إلى الناقورة، ومن رأس بيروت إلى عرسال... طرابلس تحاكي بيروت، وبيروت تحاكي صيدا، وصيدا تحاكي زحلة، وزحلة تحاكي جبيل والأشرفية والبترون، إنها الزعامة العابرة للمناطق وللطوائف وللمذاهب، فكيف يمكن حصرها في صندوقة اقتراع، سواء إختياري أو بلدي أو نيابي؟

يعرف الرئيس سعد الحريري هذه الحقيقة، ويتصرَّف على هذا الأساس. لا شيء يُثنيه عما بدأه، ويعرف أنَّ الدنيا لا تبدأ صباح الإنتخابات ولا تنتهي عند إقفال الصناديق، وهو يعرف أنَّ قدره أن يكون مع الناس:

في كل يوم وفي كل استحقاق:

حاملاً ملفاتهم معالجاً قضاياهم... إنَّها الزعامة التي تُعطي ولا تأخذ.