كشف عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، أن التحالف بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" فرض نفسه ضيفا على الساحة السياسية في لبنان بدءا من الانتخابات الرئاسية مرورا بالانتخابات البلدية وصولا الى الانتخابات النيابية، والممر الإلزامي سيكون في قانون الانتخاب".

و في حديث الى مجلة "النجوى- المسيرة"، اكد آلان عون أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون هما رأس الحربة في المعركة المفصلية"، مشيراً الى أنه "لا شك في أن الاتفاق بين "التيار" و"القوات" فرض نفسه عاملا أساسيا في المشهد السياسي ولكنه لم يأخذ حجمه بعد لأن البلديات لها طابع محلي وعائلي أكثر ولم تطغ عليه ثقافة العمل الحزبي المنظم. لذلك لا يمكن أن تكون هذه الانتخابات معيارا حقيقيا لاختبار هذا التفاهم بحكم طغيان الاعتبارات العائلية، لكنه ساهم إلى حد ما في إلغاء العصب السياسي لهذه الانتخابات، وهذه المسألة لافتة وجديرة بالقراءة لمعرفة كيف سيؤثر هذا التحالف في الانتخابات النيابية على غرار ما هو حاصل في الإنتخابات البلدية في زحلة التي تشكل محكا و"بروفا" للانتخابات النيابية على الساحة المسيحية".

وأشار إلى "أن العلاقة التي بدأت بتفاهم وإعلان نوايا ثم إعلان ترشيح ودعم وموقف موحد من رئاسة الجمهورية، تختبر حاليا في أكثر من مسألة كجلسات التشريع مثلا، والتحدي الأول هو أن يصل "القوات" و"التيار" الى تصور مشترك حول قانون الانتخاب وتسويقه لدى حليف كل منهما"، مؤكداً

أن موافقة "التيار" على أي قانون ترتبط بموافقة الثنائي الشيعي وتحديدا "حزب الله". و"القوات" تقول أنها لا توافق على أي طرح إذا لم يكن "المستقبل" موافقا عليه، لذلك ذهبت "القوات" في اتجاه القانون المختلط بين النسبي والأكثري"، مشيرا إلى أن "حزب الله" يقترب من أي مشروع يقترب من النسبية وهو ليس مقفلا على النقاش".

وأعلن "ان خيار "التيار" المثالي هو القانون الأرثوذكسي، ولكن حتى هذه الساعة لم يقدر أن يحققه مع أنه اجتاز مرحلة اللجان المشتركة وأحيل الى التصويت في الهيئة العامة، مع التأكيد أن التيار لا يتمسك بالشكل إنما بالجوهر وبمنطق المناصفة وكل ما يقربنا منها سواء أكان إسمه أرثوذكسي أو غير أرثوذكسي".

وعن أسباب استمرار تعطيل مسار الانتخابات الرئاسية رغم تأييد "حزب الله للعماد عون، لفت آلان عون الى أن "العقدة ليست في "حزب الله"، المسيحيون في غالبيتهم قالوا إننا اتفقنا على خيار معين ويجب على المسلمين أن يحترموه ولا يمكن أن نلعب لعبة عددية في مجلس النواب لأن هناك مشكلة ميثاقية أولا، ثم هناك ثانيا مشكلة بنيوية لأن هذا المجلس لا يعكس صحة التمثيل، وثالثا لأن هذا المجلس تم التمديد له مرتين ولم يعط الفرصة لإعادة تجديد صحة تمثيله ليكسب مشروعيته في عملية انتخاب الرئيس. لهذه الاعتبارات اللعبة العددية ليست واردة. اما ان تحترم الإرادة المسيحية او لا تحترمها. هذه المعادلة وهذا الذي يوقف الرئاسة. إما أن يتخلى المسيحيون عن إرادتهم وهذا ليس واردا، إما أن يتخلى المعارضون عن معارضتهم وهذا ما لم يحصل بعد".

وعن عدم طلب "حزب الله" من فريق 8 آذار مجتمعا أن ينتخب العماد عون كما فعل مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، أكد عون "أن هذا الأمر ليس مستحيلا، لكنه يحتاج الى فك عقدة "تيار المستقبل". لا تستطيع ان تنتخب رئيس جمهورية من دون الطائفة السنية. هذه مسألة ميثاقية مثل قانون الانتخاب"، مشيرا إلى "أن التواصل مع "تيار المستقبل" مستمر ولكن ليس على مستوى عال".

واشار الى العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبراً "أن اللعبة الداخلية تخلط الأوراق كلها، والمسألة تحتاج الى مراجعة لأن لا مفر من التعاطي مع بري كرئيس لمجلس النواب ومكون أساسي في البلد لا يمكن تجاوزه".

وعن موقف التيار الوطني الحر من طرح انتخابات رئيس لمدة سنتين مع رزمة إصلاحات، أكد "أن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني طرحه كمرحلة انتقالية وضمن عملية إصلاحية. ممكن فهم هذا الطرح من خلال هذه المعادلة ولكن هذا لا يعني أننا نقبل به والطرح في الأساس غير جدي. وفي حال استمرت عقدة الرئاسة يجب الذهاب الى الانتخابات النيابية. ولو كان على أساس قانون الستين او أي قانون لأنه يجب إعادة إنتاج واقع جديد".

وشدد آلان عون على أنه "لا يجوز الاستمرار في رفض ما يقرره الناس وأن تقول للمسيحيين أن أكثريتكم تريد هذا الرئيس ونحن لا نريد ما تقرره هذه الأكثرية. هذه هي المشكلة اليوم. لم تعد قصة شخص. صارت قصة مبدئية. هذه معركة مفصلية في التعاطي مع المسيحيين من خلال هذا النظام السياسي. إما أن يتمكن المسيحيون من ربحها وتثبيتها وإما أن يخسروها الى الأبد. ورأس الحربة في هذه المعركة العماد عون والدكتور سمير جعجع".