بعض المسؤولين في لبنان ممّن يدّعون الحرص على بيروت واهل بيروت والبيارتة اتفقوا مع قتلة رئيس الحكومة الراحل الشهيد رشيد كرامي على بيروت وليس من اجل بيروت، اتفقوا على تقاسم حصصهم ومغانمهم من بيروت وليس من اجل انماء بيروت، مع العلم ان الزعماء الذين اعلنوا الاتفاق على تقاسم المقاعد والتصويت لصالح لائحة معينة في ​الانتخابات البلدية​ المقررة هم بالاصل من خارج بيروت ولا هم من مواليد بيروت، حتى ان رئيس اللائحة البيروتي المدعوم من قبل زعماء سياسيين ليسوا بيارتة تباهى بلقاء من يشهد تاريخهم انهم لا يكنّون اي ود او احترام لبيروت بل ان هؤلاء لم يتوانوا في السابق عن حصار وقصف واذلال وقهر بيروت وابنائها الصامدين الصابرين المؤمنين لان ممارساتهم كانت الشاهد بانهم يغارون من بيروت ومن ابناء بيروت وكل تلك اللقاءات مع هؤلاء الزعماء من اجل استجداء اصوات او تأييد ممن لا يعرفون بيروت ولا يشرفونها.

ان هؤلاء القادة من اهل السياسة لا طائل منهم لانهم ليسوا من اهل الانماء والتطوير والتقدم بل هم من اهل تقاسم المنافع والمصالح وتلزيم المشاريع بالتراضي. لقد اتفقوا على ابناء بيروت من اجل تغييبهم واقصائهم عن بيروت وليس لاعلاء شأنهم، لقد اتفقوا على تهجير ابناء بيروت وليس لابقاء ابناء بيروت في عاصمتهم، اتفقوا على هدم ما تبقى من تراث بيروت وليس من اجل الحفاظ على تراث بيروت، اتفقوا على حرمان ابن بيروت الفقير الطيب من التعليم من الوظائف والمستشفيات والمدارس والجامعات من تملك السكن ومن العيش الكريم، اتفقوا لجعل بيروت موطناً لمغتصبي املاك وعقارات البيارتة لتصبح بيروت موطنا لاصحاب المشاريع المشبوهة الذين اسهموا في افقار اهلها فصارت بيروت لا مكان فيها للبيارتة الفقراء، اتفقوا لابقاء ابن بيروت واقفا متذللا امام قصورهم ومكاتبهم من اجل واسطة او من اجل ادخال الام او الاب او الابن والزوجة والولد الى المشفى، وكم من ابناء بيروت وافتهم المنية على ابواب المشافي لانهم لا يملكون ثمن العلاج او مبلغ التأمين المفروض من ادارات مستشفيات بيروت، اتفقوا من اجل نهب ثروات بيروت وحرمان اهلها من حرجها وخضارها وشجرها ومياهها ورملها وشاطئها و بحرها وشمسها وهوائها، اتفقوا من اجل ابقاء ابن بيروت ذليلا لا سند ولا دعم له، اتفقوا من اجل ابقاء بيوت البيارتة عابقة برائحة النفايات وعالقة بين البعوض والبرغش وليس من اجل تنقية اجواء وازدهار ونمو بيروت واعلاء شأنها، اتفقوا من اجل افقار عاصمة الوطن واستبدالها من عاصمة الكتاب والعلم والثقافة والصحافة لتصبح عاصمة مهملة تحكمها مافيات المناطق والزواريب، اتفقوا على تغيير وجه بيروت ليجد ابناء بيروت انفسهم مشردين في عرمون وبشامون وخلدة امتداداً حتى الناعمة والرميلة والاقليم وعين عنوب وعاليه وبعلشميه، اتفقوا لابقاء طرقات بيروت مليئة بالحفرات ونوافير المياه الاسنة، اتفقوا لجعل بيروت مرتعاً لعابري الحدود لا مكان فيها لسكانها الطيبين الاصليين، اتفقوا على بيروت لابقائها مظلمة دون انارة الا بتقنين لتتحكم بها مافيا الموتورات، اتفقوا على تغيير وجه بيروت البحري، اتفقوا على بيروت وليس لاجل بيروت، اتفقوا على اعتبار السوليدير قدس الاقداس لانها نجحت بهضم حقوق وعقارات ومحلات وبيوت البيارتة، اتفقوا لجعل قلب بيروت ست الدنيا ممنوعة عن اهلها وجعل قلب بيروت حكراً للاثرياء اصحاب النفوذ، اتفقوا ان يبيعوا ابناء بيروت وعودا كاذبة كما حصل ويحصل في كل مرّة، اتفقوا على منع السياحة في بيروت طالما هم هم خارج السلطة والقائمة تطول.

اليس بالامر غرابة ان يتفق من يحمل قيداً وسجلاً من خارج بيروت ليقرر بدلا عن ابناء بيروت؟ اليست مفارقة غريبة ان تستمر خلافات هؤلاء الزعماء حول اقرار قانون انتخابي عصري نسبي تعزيزاً للمواطنة وافساحا في المجال لاجراء انتخابات نيابية صحيحة باتت بحكم المنسية لانهم اتفقوا على التمديد لانفسهم من اجل البقاء على كراسيهم ومناصبهم للحفاظ على مكتسباتهم بينما نراهم وبسحر ساحر اتفقوا على اجراء الانتخابات البلدية في وقت نعيش فيه من دون رئيس للجمهورية اللبنانية؟

ببساطه (انها لعبة الحصص والمحاصصة والمصالح) على حساب ابناء بيروت.

اطلقتم شعاركم (من اجل البيارتة؟) ونحن نقول انكم تكذبون على اهل بيروت لانكم لم تخلصوا لبيروت التي اخلصت لكم بل عرّضتم اهلها للظلم والاضطهاد والتهميش.

وتوغلون في الكذب على اهل بيروت بالقول (لتبقى بيروت للبيارتة) او(لتبقى بيروت لاهلها) ونحن نقول لكم انكم منافقون لانكم نجحتم في تهجير اهل بيروت وصار ما نسبته 59% من اهل بيروت يقطنون خارجها، واذا ما اراد ابناء بيروت التمتع بشوارع بيروت والسير على ارصفتها واسواقها وجب عليهم المجيء من خارج بيروت وقطع مسافات طويلة للوصول اليها، واذا ما اراد ابناء بيروت الادلاء باصواتهم وجب عليهم تكبد المصاريف وزحمة السير وضياع الوقت للوصول الى مراكز الاقتراع.

تقولون (بيروت ليست مكسر عصا)، ونقول لكم انكم لستم بمستوى شعاراتكم ووعودكم الكاذبة لانكم باهمالكم لبيروت واهل بيروت جعلتم من بيروت واهلها مكسر عصا غرباء عن مدينتهم مشردين في كل الوطن وجعلتم من بيروت موطنا للغرباء غريبة عن ابنائها لا نعرفها ولا تألفنا.

شعاراتكم كاذبة زائفة، لا ثقة بكم، لا ثقة لكم، لا ثقة بكلامكم.

يا اهل بيروت، يا ابناء بيروت المظلومين المقهورين المشردين، لا تجعلوا شعاراتهم الكاذبة تصيبكم بالصمم والعمى وقلة التفكير.

يا اهل بيروت من اجل استرداد قرار بيروت، من اجل الحفاظ على قرار ابناء بيروت، من اجل بيروت واهلها وانمائها وتحسين ظروفها ورفع الظلم عن بيروت واهلها، ارفضوا كل الاملاءات، لا تصدقوا كل الوعود الكاذبة، ومارسوا حقكم بالاقتراع من خلال تأليف لوائح خاصه بكم باختيار اشخاص يملكون قرارهم، مستعدين للعمل لخير بيروت، ولنرفع الصوت بالقول لاجلك يا بيروت يا ست الدنيا.