انتهت ​الانتخابات البلدية​ والاختيارية في صيدا، بفوز "لائحة إنماء صيدا" برئاسة رئيس البلدية المهندس محمد السعودي والمدعومة من تيار "المستقبل" و"الجماعة الإسلامية" والدكتور عبد الرحمن البزري، ولكن صدى نتائجها بدأ يرتفع تقييميًّا وقراءة في اعداد الاصوات لمعرفة مزاج الشارع الصيداوي بعد سنوات على الاستحقاق البلدي الماضي، في ظل الفارق الكبير بين اللائحة الفائزة ولائحتي "صوت الناس" برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري" و"اللقاء الوطني الديمقراطي"، و"أحرار صيدا" برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.

واقترع في ​مدينة صيدا​ 27,018 ناخب من أصل 60,610 ناخب، وحقق الفائز الأول في لائحة إنماء صيدا المهندس السعودي 15,436 صوتا، أما رئيس لائحة صوت الناس بلال شعبان فحقق 8,195 صوتاً وحقق رئيس لائحة أحرار صيدا 2,748 صوتا، وكان اللافت ان فؤاد الصلح المرشح على لائحة صوت الناس حصل على اكثر الاصوات 8443 صوتا اي بفارق اكثر من 200 صوت عن شعبان، فيما كان الفارق بين اول الفائزين في لائحة انماء صيدا عرب كلش 13334 واول الخاسرين الصلح 4891، فيما كان الفرق شاسعا مع الدكتور عمار.

وفي قراءة للأرقام، فان مقارنة مع نتائج الانتخابات البلدية عام 2010 تُظهر أنّ الأخيرة شهدت مشاركة كثيفة وصلت إلى ما نسبته 56.22%، فقد نالت لائحة السعودي 19145 صوتا مقابل اللائحة التي ترأسها كاتب العدل في صيدا السابق عبد الرحمن الانصاري والمدعومة من الدكتور سعد و"اللقاء الوطني الديمقراطي" نال 9381 صوتا وكان الفارق كبيرا وصل إلى أكثر من 9500 صوت، بينما اقترع في هذه الدورة 27,018 ناخب من أصل 60,610 اي ما نسبته 44%، مما يظهر تراجعًا في عدد المقترعين رغم زيادة عدد الناخبين، وتراجع كذلك في الفرق بين اللائحتين بسبب وجود لائحة ثالثة برئاسة عمار اي انها اخذت من لائحة السعودي اولا ومن لائحة سعد ثانيا باعداد أقلّ.

وفي التحليل السياسي، لا رابح ولا خاسر في معركة صيدا، فكل طرف قرأ النتائج على طريقته الخاصة، معتبرا انه فائز، فتيار المستقبل حافظ على حضوره وان تراجع العدد، ذلك ان ظروفا كثيرة كانت تتوقع ان تغير المزاج الصيداوي والتصويت ضده يعود لاسباب منها الازمة المالية التي يعاني منها، حيث صرف موظفين من سعودي اوجيه، اضافة الى السعودي الذي اعتبر رافعة قوية للفوز، بينما التنظيم الشعبي الناصري حافظ على قوة اعتراضه وان لم يحالفه الحظ، كما المرّات السابقة وقد اعتبر الدكتور سعد ان هذه الانتخابات خطوة نحو طريق التغيير، بغض النظر عن النتائج ويعتبر تراكماً نضالياً نحو الأفضل، بينما "الجماعة الاسلامية" بدت رابحا لجهة تكريس قوة حضورها وشراكتها في البلدية، ونجاحها في تأكيد التزامها باي تحالف، وتنظيم مهرجانات وانشاء ماكينة انتخابية مهمة كانت تتولى اصدار النتائج اولا باول، بينما الدكتور البزري حافظ على حالته وحضوره في البلدية بثلاثة اعضاء على قاعدة ان "التحالف البلدي لم يرقَ الى حلف سياسي".

اما الدكتور عمار فقد وضع اللبنة الاساس للخطوة اولى على طريق تشكيل حالة ذات طابع اسلامي، فالأصوات التي حصلت عليها لائحته جيدة مقارنة باللوائح الاخرى، وبالتالي فهي تبقى حالة وليدة من الصعب قراءة نموها ومستقبلها الان.

وفي الادارة والامن، فان صيدا نجحت في انجاز الاستحقاق الذي وصف بانه "عرس ديمقراطي"، بلا اي مشاكل او توتير أمني يذكر، وقد جاء ترجمة للسقف السياسي المضبوط للوائح المتنافسة خلال الحملات الانتخابية واستعداد كل طرف تقبل النتيجة مهما كانت لانه يخوض المعركة وفق قناعاته سواء كانت انمائية (السعودي) او انمائية سياسية (سعد) او سياسية بحتة (عمار)، يقابله نجاح اداري في توفير افضل الاجواء للاقتراع، ولولا الاعتراض على احد مراكز الاقتراع لما كانت هناك شكاوى ذات قيمة. غابت الرشاوى، ومعها التشطيب واللوائح "الملغومة"، وبدا التصويت للوائح كاملة وان كان البعض قد شكل لائحته الخاصة مختارا بين اللوائح الثلاثة حيث لعبت الصداقة حينا والعلاقات العائلية والقربى والمصاهرة حينا اخر دورا في ذلك الاختيار.

في الخلاصة، صيدا قالت كلمتها، وستكون البلدية لكل الصيداويين على مدى ست سنوات قادمة، حيث اكد رئيسها السعودي ان السياسة ستقف عند ابوابها، فهل تحقق برنامجها الانتخابي الذي اعلنت عنه؟