يقترب موعد الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي الشمال وعكار ومعها تزداد حدّة حماوة المعركة في بلدة ​تنورين​ الشمالية التي لطالما إختارت "التوافق" عند كلّ إستحقاق. منذ العام 1950 لم تشهد البلدة معركة أو تنافساً ديمقراطياً بين الأطراف المتواجدة في المنطقة، فلطالما كانت الامور تنتهي بمبايعة اللوائح التي يرشحها وزير الاتصالات ​بطرس حرب​ إلا أن هذه الجولة تختلف عن المرّات السابقة لكون تنورين لبست حلّة "المعركة".

يتألف المجلس البلدي في مدينة تنورين من 18 عضواً ويبلغ عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب حوالي الـ10 آلاف يتوقع أن يقترع نصفهم في هذه الإنتخابات.

تدور المعركة بين لائحة "تنورين بتجمعنا" المدعومة من "التيار الوطني الحر" و"​القوات اللبنانية​" ويرأسها العميد المتقاعد أيوب حرب ولائحة "قرار تنورين" المدعومة من "المستقبل"، "المردة"، "الكتائب" ووزير الاتّصالات بطرس حرب ويرأسها بهاء حرب.

"كثيرون يعتبرون أن تحالف "التيار والقوات هو معركة الغاء في وجه بقية الأحزاب وهذا غير صحيح". هكذا بدأ أيوب حرب الكلام عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "هذه الأحزاب والعائلات تخوض معركة إنمائية للبلدة فيما كل الجهات تسعى الى تصويرها على أساس أنها سياسية فقط لا غير"، ومشيراً الى أن "الجميع يحاول تصوير المنافسة وكأنها بين التيار والقوات ضد بطرس حرب متناسين أن لتيار "المستقبل" حصّة مهمة خصوصاً وأن رأس لائحة "قرار تنورين" بهاء حرب ملتزم في تيار "المستقبل". ولكن لبهاء حرب رأي آخر، فهو ينفي التزامه بأي حزب نفياُ قاطعاً، معتبراً أنه "لا يجوز لهذا الحلف المسيحي-المسيحي السعي الى الغاء بقية الطبقة السياسية في لبنان بل يجب أن يتعاون مع باقي الأحزاب لمصلحة البلد ومصلحة تنورين"، مشدداً في نفس الوقت على أن "الإستحقاق البلدي إنمائي بإمتياز، فصحيح أن لائحتنا مدعومة من أحزاب سياسية ولكن نتمنى على أهالي تنورين أن يقترعوا إنمائياً لا سياسياً".

يتحدّث المرشحون عن برنامجهم الإنتخابي كلّ على طريقته الخاصة، وفي هذا الإطار يشير بهاء حرب لـ"النشرة" الى أننا "ركزنا على الشفافية في العمل البلدي لناحية كشف الحسابات الخاصة بالبلدية كلّ مدّة معيّنة لتكون الناس على بيّنة من كيفية صرف الأموال في البلدية"، ولافتاً الى أن "من العناوين الأخرى التي نطرحها هي تحويل تنورين الى منطقة سياحية بيئية بإمتياز". أما أيوب حرب فيشير الى أننا "نركز على عدّة نقاط على الصعيد الإنمائي، الزراعي، السياحي"، ولافتاً في نفس الوقت الى أن "البرامج الإنتخابية كلاسيكية، وفي حال فزنا فلن نتقيّد فقط بالبرنامج الإنتخابي بل سنبحث عن حاجات الناس ونعمل على أساسها في المجالات كافة، خصوصاً وأن أهالي تنورين يشتهرون بمثقفيهم وسنعمل معهم لرفع إسم تنورين".

في المحصلة مهما تحدّث المعنيّون من أي جهة كانت أن المعركة البلدية في البلدة إنمائية تبقى التحالفات بين الأحزاب هي الابرز، الامر الذي رفع المنافسة الى مستوى "البروفا" النيابية المسبقة التي ستشهدها المنطقة مستقبلاً بين وزير الاتصالات بطرس حرب ورئيس "التيار الوطني الحر" ​جبران باسيل​. فهل ينجح الحلف المسيحي-المسيحي في إختراق أسوار بلدية تنورين ويضطر حرب والأحزاب الحليفة معه لإعادة حساباتهم في الإنتخابات النيابية المقبلة؟!