شدّد عضو الائتلاف السوري المعارض ورئيس المجلس الوطني السوري السابق، ​عبد الباسط سيدا​، على أن التنسيق الروسي – الأميركي موجود ومستمر في الداخل السوري حتى ولو لم يكن هناك تصريحات علنية في هذا الاطار أو اقرار بذلك من قبل الطرفين، لافتا الى أن العمليات العسكرية الحاصلة برا وجوا كما ألف باء العلم العسكري يؤكد ذلك بما لا يقبل الشك، إضافة الى التنسيق الحاصل على المستوى السياسي من خلال المشاورات والاتصالات المعلنة والمستمرة بينهما.

وأشار سيدا في حديث لـ"النشرة" الى توزيع أدوار واضح بين الروس والأميركيين في الميدان السوري، معتبرا أن لا فرق كبير بتقدم "​قوات سوريا الديمقراطية​" بدعم أميركي الى ​مدينة الرقة​ أو قوات النظام السوري بدعم روسي. وقال: "هم يحاولون الايحاء بتنوع في المشهد الميداني، لكن الكل بات يعي تماما أن ما هو حاصل تفاهم روسي - أميركي على اخراج المشهد كما هو حاليا".

الاكراد مع الثورة؟

واستهجن سيدا السعي لتصوير "​حزب الاتحاد الديمقراطي​" كـ"ممثل وحيد للأكراد في سوريا"، مشددا على أنّه "لا يمثل الا جزءا منهم فيما هم متمثلون حقيقة في المجلس الوطني الكردي وغيره من المجالس والأحزاب ولا يزال الجزء الأكبر منهم مع الثورة".

ورأى سيدا ان "كل الوقائع تؤكد وجوب تعاون وتنسيق بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" والنظام السوري باعتبار أنّهما لم يتواجها ولو في معركة واحدة"، لافتا الى ان "ما حصل في القامشلي قبل فترة يندرج باطار المنافسة بين الفروع الأمنية كما باطار ممارسة ضغوطات على فرقاء آخرين".

لغز "داعش"

وقال سيدا أن "اسقاط الرئيس السوري ​بشار الأسد​ لم يعد أولوية بالنسبة لواشنطن"، متوقعا أن يتأقلم الأميركيون مع هذا الواقع خاصة في الأشهر القليلة المقبلة التي تسبق انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما. وأضاف: "في هذا الوقت سيحاولون تسويق روايات عن انتصارات تتحقق على داعش، علما أن هذا التنظيم يبقى لغزا خاصة بعد عمليات التسلم والتسليم التي حصلت بينه بين النظام في تدمر".

وردا على سؤال، اعتبر سيدا أن المفاوضات الحاصلة في جنيف منذ البداية أشبه بعرض كرنفالي وبمهرجان من حيث طريقة اخراجه، وبُعدها كل البُعد عن الجدية، لافتا الى أن كل ما حصل ويحصل في هذا المجال يؤكد غياب الرغبة والنية الحقيقية بالدفع بالحل السياسي الى الأامام .

ونبّه سيدا من أنّه "كلما مرت الأيام كلما تراجعت حظوظ العملية السياسية". واضاف: "في حال تمت العودة قريبا الى طاولة المفاوضات، فلا شك أن ذلك سيتم لفرض أمر واقع معين سياسيا بعدما تم فرضه ميدانيا"، لافتا الى ان اعتماد هذه السياسة لن يعيد الأمن والاستقرار الى سوريا وبالتالي المنطقة ككل ستبقى تعيش على وقع الأمن السوري الهش.