يأمل اللبنانيون ألاّ تكون العبوة التي تفجرت بالقرب من بنك لبنان والمهجر قد تركت تداعيات سلبية على الوضع الأمني الذي سبق لمديرية المخابرات في قيادة الجيش أن حذرت من استهدافه في برقية صادرة بتاريخ العاشر من شهر حزيران الجاري ورد فيها انه »عطفاً على وثيقة الإتصال رقم 10 الواردة من غرفة عمليات السرية (...) بتاريخ اليوم (أي العاشر من حزيران ذاته) توافرت معلومات عن تخطيط جبهة النصرة للقيام بأعمال إرهابية وذلك عبر إستهداف منطقة بيروت / الحمراء«.

وحددت البرقية الجهات المستهدفة بالآتي:

- دوريات الجيش.

- شخصيات سياسية أو أمنية تتجول من دون مواكبة.

وأضافت البرقية تفيد:

- وذلك بواسطة عبوات لاصقة في إحدى السيارات.

- يطلب إليكم، وكل في ما خصه، إستثمار هذه المعلومات وإتخاذ التدابير الأمنية المناسبة (...).

- يتم التنسيق مع فروع مخابرات المنطقة.

ويبدو أن هذه البرقية هي وراء ما تردد عن أن شارع الحمراء مستهدف ما استدعى صدور تعاميم تحذيرية عن بعض السفارات الأجنبية.

يحدث هذا في وقت كانت المعلومات الأكيدة تفيد أن لبنان مقبل على صيف حافل. خصوصاً وان أهالي الخليج الذين اعتادوا على تمضية المواسم السياحية في لبنان قد إشتاقوا الى هذا البلد »شوقاً مبرّحاً«، كما قال لنا سفير احدى تلك الدول البارزة. وهو كان زار وزير السياحة ونقل إليه الرغبة الكبيرة الخليجية في مجيء السياح من بلده وسائر البلدان الخليجية لتمضية الصيف في ربوعنا »بعدما ضاقوا ذرعاً« بالأماكن الأخرى التي قصدوها، ولم يجدوا فيها ما يعوّضهم عن لبنان ليس فقط لأنهم إعتادوا عليه، بل أيضاً لأنّ البدائل التي قصدوها لم »تملأ عيونهم« إن من حيث المناخ، أو من حيث المعاملة المميزة من اللبنانيين والمؤسسات السياحية عندنا مع السائح عموماً ومع السائح الخليجي خصوصاً، وإن من حيث اللغة.

وفي هذا السياق، وبموجب معلومات أكيدة، فإنّ أميرة خليجية كانت قد حجزت لها ولمرافقاتها 50 غرفة و11 جناحاً في أحد الفنادق اللبنانية الكبيرة الفخمة.

ومع أن الحجز لم يلغ بعد، إلاّ أن الأميرة تفكّر بالإنتقال الى إيطاليا لتمضية الصيف فيها.

فعلاً، إنها لحال صعبة جداً أن يمر على لبنان موسم سياحي آخر من دون أن يستفيد منه اللبنانيون الذين يعانون أزمات إقتصادية حادة جراء ضمور المواسم السياحية الى الحد الأدنى.

إننا نضع هذه المعلومات برسم وزير السياحة الذي نعرف أنه يعمل جاهداً من أجل تدارك الأزمة، والذي إستمع من السفير المشار اليه أعلاه الى الرغبة في إنشاء »خلية طوارىء سياحية«... وهو تباحث في هذا الأمر مع أصحاب المؤسسات السياحية الذين أعربوا عن تجاوبهم مع الفكرة، وأخذت »الخلية السياحية« تنطلق في مسارها الصحيح.

لذلك نرى أنّ إنقاذ الموسم السياحي هو أكثر من ضرورة إنه واجب جميع الأطراف، أهل السياسة قبل أهل السياحة.