بعد 26 عاماً، ردّت أستاذة كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتورة ​سهاد كحيل​ بطريقة معبّرة على رسالة وجدانية كان والدها الراحل قد كتبها لها، للتعبير عن مدى حبّه وشوقه لها.

وكتبت كحيل: "اعتذر أنني لم اكتب لك... اعتذر ان وجهي البشوش الذي ورثته عنك قد كحّلته دموع فراقك. لا تقلق فقد جمعت بين دراستي والتلفزيون شغفي، من حبي للاثنين معا. وتفوقت كيقظة السهاد.

ان اجمل ثياب هي ما ورثتها عنك من لباقة واخلاق والبسينة منيحة وصار عندها اجيال...

لا زلت ابحث عن ستاله الكلبة... لكن الوفاء نادر في أيامنا وصعب المنال.

انت سترتي وليس الثياب وانت مرادي وليس الألعاب.

حنانك الدافق علمني الرأفة ليس فقط مع ام علي الخادمة حتى أصبحت من إرث تواضعك انا ام علي. والجيران وجميع من صبّحت عليه ومسّيت يفتقد لك. اما حال البلد فهو محال.

الشباب اما يضعون تاشيرة دخول للجنة او اي بقعة في الارض على جوزاتهم.

انت دائما بيننا في قلبي وعيوني وذكرياتي وانا اقبلك واقبلك واقبلك بقدر طول الطريق الى اللقاء

انت قلب اسمي:

سهاد عبدالوهاب كحيل".

وأرفقت كحيل رسالتها بنسخة عن الرسالة التي كان والدها كتبها لها بخط اليد قبل 26 عاماً، وجاء فيها:

"حبيتي سهاد سوسو

ما أطيب وأجمل من حبيبتي سوسو بل سهاد، وهذه الأسماء تعبر عندي مدى شوقي وحبي لوجهك البشوش الحلو المرح، وان رسمك لا يفارق مخيلتي أبداً دائماً في قلبي وعقلي، في الليل والنهار. أقبلك قبلات الحب والحنان والشوق إلى هذا الوجه البشوش الطيب يا حنونة.

ابنتي سهاد.

كيف حالك؟ هل عم تقضي هذه الأيام على التلفزيون أو أنك دايري بالك على درسك؟ بدي منك أن تكوني شاطرة في المدرسة ولا تجعلي اللهو يشغل كل وقتك، واذا بتريدي ان ارضا عنكي اسمع اخبار سارة وعلاماتك في المدرسة جيدة، وأن تكوني في البيت مطيعة وتسمعي كلام امك. وان شاء الله سوف نكون عندكم بعد الولادة واشترينا لك أجم الثياب.

وشوفي يا سهاد اذا علمت انك شاطرة في المدرسة سوف ارسل لك كل الذي تريدينه، واعلمي يا بنتي أنك أصبحت في سن الوعي ولم تعودي صغيرة، وكنت لا أريد أن أكتب لك لأنك لم ترسلي لي رسالة ولا سلام، ولكن قلب الوالد لا يطاوعه.

اكتبي واشرحي لي عن كل شيء وماذا يجد في البلد والجيرات حتى أشعر أنني موجود بينكن، وكيف حال البيسي، وهل ستاله رجعت أم لا. اذهبي مع الماما إلى قبل النصار وشوفيها اذا كانت بعدها هناك، وبدي وصيكي بالحاجة أم علي، وديري بالك عليها يا سهاد الله يرضى عليكي يا بابا واهدي سلامي إلى أبو محمد ومحمد وإكرام وبيت الدكتور أحمد والى كل من يسأل عنا.

وفي الختام أقبلك وأقبلك وأقبلك وأقبلك وسلمي.

والدك عبد الوهاب كحيل".