استغرب الوزير السابق فادي عبود تحديد موعد بعيد للخلوة المرتقبة بين الاقطاب في مطلع شهر آب المقبل أي بعد حوالي 42 يوما، "وكأن لا شيء مستعجل أمام اولوية العطل والرحلات الصيفية"، مشددا على وجوب الذهاب الى "اجتماع مفتوح ومتواصل في فندق بعيد لا يخرجون منه قبل اتمام اتفاق شامل يلحظ كل الملفات الخلافية".

وشدّد عبود في حديث لـ"النشرة" على أنّه "حين يكون الشخص في قعر البئر ويكاد يغرق ويتنفس بصعوبة فهو لا يمكن أن يلبي طلبات أو املاءات خارجية، ولعل هذه هي حالتنا تماما اليوم، من هنا لا نحتاج إلى ضوء أخضر اقليمي أو دولي لحل مشاكلنا في حال كان هناك ارادة ونية داخلية حقيقية في هذا الاتجاه". وقال: "على كل حال لا يبدو ان الجو الاقليمي والدولي يُعارض اتمام تفاهمات لبنانية – لبنانية. وأنا مقتنع تماما أنّه اذا أردنا يمكننا أن نحقق ذلك".

نحن بمرحلة الخطر

وتطرق عبود للجلسة الأخيرة للحوار متحدثا عن "خرق لا بأس به يتمثل بطرح انشاء مجلس شيوخ على اساس ​القانون الأرثوذكسي​، وهو ما يُعزز حظوظ اعتماد النظام النسبي في الانتخابات النيابية"، وأشار الى أنّه "عندما طرح "تكتل التغيير والاصلاح" اعتماد القانون الارثوذكسي انما طرحناه من منطلق أنّه الأكثر عدالة طالما هناك طوائف تتعدى على طوائف أخرى". وأضاف: "في حال السير بمجلس الشيوخ نكون عندها سرنا بصمام أمان للبلد خاصة واذا لم يتم التعاطي معه كمجلس شرف".

واستهجن عبود تغييب الملفات الاقتصادية عن ​طاولة الحوار​ والاكتفاء أخيرا بطرح ملف استخراج النفط والغاز وكأن الوضع الاقتصادي بألف خير. وقال: "نحن دخلنا اقتصاديا بمرحلة الخطر، والبلد يمر بظروف دقيقة ان كان على المستوى التجاري أو العقاري أو المصرفي والصناعي".

خياراتنا محدودة

وتناول عبود الأزمة المصرفية الاخيرة، مرجحا أن نكون تخطيناها فلا يكون هناك تداعيات أساسية للتفجير الاخير الذي استهدف بنك بلوم. واعتبر أن "حزب الله مع الملف أثبت أنّه وبعكس ما يروج البعض يبذل جهودا كبيرة لاستيعاب ما يحصل من منطلق معرفته بأن خياراتنا محدودة وأن الموضوع أكبر من لبنان وينبغي أن نتعايش معه".

ورأى عبود أن فريقي الصراع اللبناني "يعيان تماما وجوب التعاطي بكثير من الحذر واليقظة مع الملف وعدم القاء الملامة والضغوط على حاكم مصرف لبنان لأن ما يحصل يفوق قدرته وقدرة البلاد على الاحتمال". وأضاف:"أتصور أن لدى الحزب خططا ومصادر تمويل واساليب مختلفة يمكنه الاعتماد عليه كي يبقى واقفا على قدميه".