أوضح الرئيس الأرميني ​سيرج سركيسيان​ "اننا لا نتهم الشعب التركي، بالإبادة الارمنية إنما نتهم السلطات الحاكمة آنذاك، التي قامت بتسخير الأجهزة الحكومية برمتها من أجل إبادة الأرمن، ونحن الآن أيضاً لا نتهم الشعب التركي، بل نتهم من ينكر واقع الإبادة اليوم، نحن ندين الموقف الناكر الجاحد، ولم يسمع أحد قط وأنا أتفوه بكلمة لاسعة في حق الشعب التركي".

وشدد على ان "الاعتراف بالإبادة ليس له كما يقال صبغة مسيحية، لأنه ليس فقط أفراد مسيحيون أو دول مسيحية اعترفوا بالإبادة، وعلى نحو أدق فالحديث هنا لا يجري عن الشخص المسيحي وحسب وإنما عن الإنسانية".

وفي حديث تلفزيوني، وفي رد على سؤال عما اذا كانت أرمينيا مع حق تقرير المصير لناغورني قره باخ، أم مع استقلال هذه المنطقة بالكامل عن أرمينيا وعن آذربيجان، شدد سركيسيان على ان "الأهم بالنسبة إليّ هو أن أمن سكان قره باخ الجبلية متوفر، لكي يتمكنوا من العيش في موطنهم التاريخي لطالما هذا العالم موجود".

ولفت الى انه "إذا أصبحت قره باخ من سخرية القدر ولو يوماً واحداً في قوام ​أذربيجان​، فعندها لا يبقى أرمني في قره باخ ، ولذلك وجود قره باخ خارج قوام أذربيجان هو الأهم، فهذا يعني أننا نؤيد تقرير شعب قره باخ الجبلية بنفسه وضعه النهائي، كما تجري العادة في العالم كله".

وأشار الى انه "قد يكون من الممكن القضاء على أهل قره باخ، وقد يكون من الممكن ممارسة العنف مهما كان نوعه، لكن إقناعهم بالعيش في قوام أذربيجان هو أمر مستحيل، ربما يتعلق بعملية التفاوض بقدرأكبر، وبخيارات حل القضية، إنني واثق طبعاً إذا كان هناك موقف موحد سيتم العثور على حل للقضية، لكن العالم يتطور بهذا الشكل، ولا يوجد مسألة إقليمية لا تنظر إليه الكثير من البلدان من منظور مصالحها القومية، وبصراحة لا نعرف الوصفة لمكافحة ذلك، أو هل من ضرورة لمكافحته أم لا؟ وذلك لأن كل بلد فعلا ينطلق من مصالحه القومية في نهجه".

من جانب آخر، وفي رد على سؤال حول موقف ​ارمينيا​ من الازمة السورية والفريق الذي تدعمه، فأوضح سركيسيان "اننا نحافظ على علاقاتنا مع سوريا، وسنتعاون مع السلطات السورية بغض النظر عمن يتولى زمام الحكم فيها، لأنه كما كنت قد قلت سابقاً، رغم هجرة معظم الأرمن تقريبا من سوريا، إلا أنه بقي بضعة آلاف من مواطنينا الأرمن هناك، حيث أن إرثنا التاريخي هناك أيضاً يتسم بأهمية بالغة بالنسبة إلينا".

وأمل ان "يسود السلام في سوريا في أسرع وقت ممكن، وأن يخيم الهدوء على سوريا، وأتمنى أيضاً أن يقرر السوريون بأنفسهم من يكون قائدهم، وأتمنى أن يكون السوريون بعد كل هذه المشاق والمعاناة قادرين على العمل الدؤوب لإعادة إعمار البلاد".

وعن الصراع الاسرائيلي-الفلطسيني، فأشار سركيسيان الى انه "لدينا علاقات جيدة مع الشعب الفلسطيني أيضاً، لم أتوجه إلى إسرائيل قط في زيارة رسمية، ولكن حقيقةً كنت في إسرائيل بضع مرات، وفي الوقت عينه زرت فلسطين حتماً، ولذا ليس لدينا ما نخفيه هنا".

وأكد "اننا نؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، لذا لا يمكننا أن نؤيد حق تقرير المصير من ناحية، ونقول بكل هدوء: "يجب توخي الحذر لأن أمامنا إسرائيل" من ناحية أخرى".

وعلق على زيارة ​البابا فرنسيس​ الى ارمينيا، مشيراً الى انها "كانت زيارة داعية للسلام، وتدعو إلى التعايش السلمي والتسامح".