حذر العلامة السيد علي فضل الله من "المخطط الذي يريد تجزأة هذه الامة وإضعاف كل مواقع القوة فيها"، معتبراً "أن لبنان كان وما يزال يمثل نموذجاً وقدوة في قدرة الاديان والمذاهب على التعايش والتواصل فيما بينها"، مشدداً على ضرورة الوقوف صفا واحدا حتى نستطيع ان نُفشل من يحاول العبث بهذه الوحدة ويعمل على إثارة الفتن والحساسيات والعصبيات من اجل تمرير مشاريع تصب في خدمة المشروع الإسرائيلي.

و خلال استقباله رئيس "​لقاء الفكر العاملي​" السيد علي عبد اللطيف فضل الله، لفت فضل الله الى أن "مسؤوليتنا تكمن في بقاء هذا البلد على صورته المشرقة في وجه المنطق الالغائي والتكفيري والذي يتمظهر في أكثر من حالة ولاسيما من يسعى إلى إلغاء الاخر"، معتبراً أن "قوتنا في تواصلنا وانفتاحنا وتنوعنا، وسيبقى منطقنا منطق الوحدة وخيارنا الحوار والانفتاح لانه الخيار الاسلم للحياة ولن يسلم مذهب أو طائفة أو موقع سياسي ان لم يسلم الوطن".

ورأى انه "علينا ان نمد الجسور على المستوى الديني والإنساني والمذهبي لأن ما نلتقي عليه هو أكثر بكثير مما نختلف عليه، فنحن نلتقي على مستوى الله والقيم والأخلاق وان كنا قد نختلف في آليات التواصل مع الله وان كان هدف الديانات جميعها واحد"، مؤكداً ضرورة "ان نواجه التحديات الكثيرة بشكل مشترك وهذا اللقاء يعبر عن حالة أصيلة في منطقة الجنوب حالة متجذرة وليست طارئة، فنحن نؤمن بالتعايش لانها رسالة الاديان والرسل جميعا".

وأكد أن "هذه المنطقة طوال تاريخها عاشت التواصل والانفتاح والتلاقي باستثناء بعض الحوادث الطارئة التي حصلت في المنطقة"، مشيراً الى أن "مسؤوليتنا جميعا ان نحافظ على هذا النموذج وهذه الصورة المشرقة ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة والملتهبة حيث يُراد للفتن والانقسامات ان تعصف في كل واقعنا وان نتحول إلى جزر متنازعة ومتحاربة نعيش في إطار مذهبي وعرقي وديني وقومي".

بدوره دعا السيد علي عبد اللطيف فضل الله الى "نبذ لغة التعصب والتمسك بالخطاب الوحدوي لمواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية"، مطالباً الدولة بإعتماد السياسة التي تحترم الانسان الذي تسحقه الاعتبارات الطائفية والمذهبية.

ثم انتقل الوفد الى مجمع الامامين الحسنين في حارة حريك وكان في استقبالهم مدير المركز الاسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي. وزار الوفد ضريح المرجع المجدد الراحل السيد محمد حسين فضل الله في رحاب الذكرى السادسة لرحيله وقرأ عن روحه سورة الفاتحة، كما جال في ارجاء المركز وتفقد مكتبة السيد محمد حسين فضل الله العامة.

ثم انتقل الوفد الى صيدا حيث زار مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في إطار التواصل وتمتين اواصر الوحدة الاسلامية وتعزيز نهج المقاومة الشاملة وتعميم خطاب الوحدة والانفتاح في مواجهة التعصب والتكفير، حيث أشاد السيد فضل الله بـ"دور الشيخ حمود العابر للطوائف والمذاهب والمتمسك بالثوابت الوطنية وقضية فلسطين ومواجهة كل ظواهر التكفير الجاهلية"، داعيا الى "مراجعة نقدية دينية وفكرية وسياسية لتخليص وعينا من كل رواسب الجهل والتخلف والرجعية".

بدوره اشاد الشيخ حمود بـ"حركة لقاء الفكر العاملي العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق"، منوها بطرح السيد فضل الله لـ"عقد مؤتمر وطني جامع يعزز العيش المشترك ويحمي النسيج المتنوع لقرى الجنوب المحررة على ابواب ذكرى انتصار المقاومة والجنوبيين ولبنان على عدوان تموز الصهيوني في العام 2006".