أحيت ​الجامعة العربية المفتوحة​ حفل تخرّج دفعة العام 2016 برعاية الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند).

وألقت الدكتورة سركيس كلمة اضاءت فيها على "مشاريع الجامعة المستقبلية بما فيها افتتاح اختصاصات جديدة كما وذكّرت بالفروع الجديدة التي ما زالت تنتظر قرار الوزارة ومجلس الوزراء في مختلف المحافظات اللبنانية"، لافتة إلى أن "الجامعة تَطْرَحُ هذا العامَ اربعة اختصاصاتٍ جديدةٍ الى جانب خمس اختصاصات جديدة بدأت العام الماضي وذلك على مستوى البكالوريوس والماجستير، منها اختصاصُ التَّحقيقاتِ الجِنائِيَّةِ في الإنترنت، والجامِعَةُ هيَ الوحيدَةُ الَّتي تُقَدِّمُ هذا الإختصاصَ في لبنانَ الى جانب تطوير الشبكات والاعلام الإلكتروني والوسائط المتعددة".

وأشارت إلى أنه "حَرِصَتِ الجامِعَةُ منذُ نشأَتِها على تقديمِ الأفضلِ ولا تزالُ، وبما أنّهُ ليسَ من أهدافِ الجامعةِ تخريج حمَلة شهاداتٍ فقط بل التأكد بأن مخرجاتِ التعليمِ لديها أي خريجيها بإمكانِهم تثبيتَ وجودِهم في سوقِ العمل بسببِ تميُّزِ أدائِهم، من أجلِ هذا عمَدَت الجامعةُ في العام الماضي الى إجراءِ دراسةٍ ميدانيةٍ طلبَت بموجَبِها من أربابِ العملِ تعبئةَ استماراتٍ حولَ مدى رضاهُم عن أَداءِ حمَلةِ الشهاداتِ الجامعية".

وتوجهت سركيس الى الطلاب معتبرة " أنني أود اليوم القول وفي ظلّ الأوضاعِ الراهنةِ في لبنان والعالمِ العربي من ظروفٍ إقتصاديةٍ ضاغطة وعدمِ الشعورِ بالإستقرار لا سيما ضمنَ فئةِ الشباب أنني ما زِلتُ أقِفُ متفائلةً، وتفاؤلي هذا يأتي من خلالِ نظرةِ مقارنةٍ بين ما كُنا عليه منذ سنواتٍ ليست بعيدة، صحيحٌ أنَّ جيلَ الستيناتِ والسبعيناتِ يتذكّرُ سنواتِ إزدهارٍ إقتصادي ولكن متطلبات الحياة كانت أقل".

وأوضحت أنه "من باب تحضير الشباب على تطوير أفكارهم الريادية أنشأت الجامعة منذ ثلاث سنوات مركزاً للتدريب على ريادة الأعمال وهناك عدد من زملائكم خطا خطوات في هذا الإتجاه ومنهم ما يزال على مقاعد الدراسة، ولا أخفي عليكم أننا نجد صعوبة في إقناع الطلبة لمساعدتهم في بلورة أفكارهم الريادية إذ كما ذكرت سابقاً همهم الحصول على وظيفة فقط"، مشيرة إلى أنه "علينا أن نحاور من هم لديهم رأي مغاير لرأينا، فمن الممكن أن نجد قواسم مشتركة بيننا وممكن لا ولكن إذا تحاورنا بعقل وقلب منفتح من المؤكد بأننا سنجد قواسم مشتركة ونحن بحاجة جداً لهذا لأننا إذا بقينا نحاور من هم من رأينا سنبقى عالقين ومنقسمين ولكن بالحوار نستطيع إعادة اللحمة بيننا".

من جهته رأى الوزير السابق جهاد أزعور أن "الإستقرار المنشود في منطقتنا مرتبط بالتحوّل نحو الديموقراطية الحقيقية التي تجعل الشعوب مشاركة لا متلقية والإستقرار المنشود هو رهن التنمية الإقتصادية والإجتماعية، فمن دون هذه التنمية ليست الديموقراطية قابلة للحياة. وفي كلا المجالين ثمة رهان كبير عليكم"، مؤكداً ان "الديمقراطية والتنمية شرطان أساسيان لا مفرّ منهما لمواجهة ظاهرة التطرّف والإرهاب. فما دام بعض مجتمعاتنا مستبعداً ومهمّشاً، سيكون التطرّف ملجؤه، وما دام لدينا فقر، سيبقى الإرهاب تعبيراً عن اليأس".

وتوجه أزعور إلى الطلاب مؤكداً "انكم تملكون القدرة على التغيير لأنكم أيضاً في عمر يسمح لكم بالمبادرة. اسعوا. حاولوا. جرّبوا. جازفوا. قد تنجحون وقد تفشلون، ولكن لأنكم شباب، يمكنكم أن تنهضوا وتحاولوا من جديد، وهذا ما ليس لغيركم، ممن هم أكبر سناً"، مشيراً إلى "انكم أنتم النخبة الجديدة التي يحتاج إليها وطنكم ومنطقتكم".

وأكد أزعور أن "هذه الجامعة – الجامعة العربية المفتوحة – الممتدة على مساحة العالم العربي، أعدّتكم لتكونوا قادرين على تولي هذا الدور التغييري"، مشيراً إلى أن "هذه الجامعة التي نشأت بمبادرة رؤيوية من صاحب السمو الملكيّ الأمير طلال بن عبد العزيز، ساهمت في إرساء مفهوم ديموقراطية التعليم العالي، وفي جعل التعليم الجامعي في متناول الجميع، أياً كانت ظروفهم وإمكاناتهم".