ثلاثة أيام حامية تنتظر لبنان مع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري للثاني والثالث والرابع من آب موعداً لجلساتٍ حوارية متتالية، دون جدول أعمال واضح حتى الساعة للأمور التي ستناقش، ما يطرح تساؤلات عدّة: هل حان موعد التسوية الكبرى حتى دعا بري الى هذه الجلسات، أم ستكون "حركة بلا بركة" تكسر الجمود الحاصل ولكن دون إنتاج حلّ للأزمة؟!

من ينظر الى أوضاع المنطقة والعالم يدرك أن لبنان ليس موضوعاً حالياً على أجندة الدول الخارجية ولا هو يتصدّر سلّم أولوياتهم لحل أزمته الرئاسية، وما التصريحات التي اطلقتها السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان اليزابيت ريتشارد والتي استثنت منها مسألة ضرورة الإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية إلا خير دليل على أن المجتمع الدولي غارق في همومه ولا يكترث في الوقت الحاضر لحلّ الأزمة في لبنان. وفي هذا الإطار تعتبر الكاتية والمحللة السياسية ​سكارليت حداد​ عبر "النشرة" أن "أولوية الخارج في المرحلة الراهنة هي لحفظ الأمن والاستقرار وليس لإيجاد حلّ لمسألة ​الانتخابات الرئاسية​، ومن هذا المنطلق لن ينتج الحوار على مدار الأيام الثلاثة حلاً للأزمة السياسية".

"الحوار جدّي طبعاً ولكن إنتظار كافة الأقطاب للأجواء الخارجية يؤخّر في إجتراح الحلول للأزمة". هذا ما تراه حداد، لافتةً الى أن "من يراقب الحركة السياسية يجد أن المعادلة باتت واضحة، فحزب الله يريد إيصال مرشحه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة، فيما رئيس تيار "المستقبل" ​سعد الحريري​ متمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه". بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ أن "هناك مأخذاً على بري كونه لم يحدّد جدول الأعمال للأيام الثلاثة ما يعني أنه لا يوجد تحضير مسبق للمواضيع التي ستطرح ولو أنها معروفة"، ومعتبراً أنه "وفي ما خصّ مسألة إنتخابات رئاسة الجمهورية فإن التباعد الإيراني- السعودي في هذا الملف لا يزال واضحاً وما التراشق الكلامي الأخير بين الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلا خير دليل على ذلك، من هنا لا جديد أو حلول لقضية الرئاسة".

يعرب فليحان عن اعتقاده أن "عدم تحديد جدول واضح للأعمال لجسات الحوار قد يكون سببه رغبة بري في طرح "السلّة" الكاملة التي تحدث عنها والتي تتضمن مجموعة أمور"، ومتسائلا في نفس الوقت "هل الحوار على مدار ثلاثة أيام كاف لإيجاد الحلول؟"، ليعود ويجيب بأن "إذا صفت النيات يستطيع الأقطاب السياسيون إعتماد طريقة الإختزال وتحديد الأولويات". أما سكارليت حداد فترى أن "بري وجد في الحوار مخرجاً ليكسر المراوحة ولكن موعد التسوية الكبرى لم يحن بعد"، ومعتبرةً في نفس الوقت أن "لا رئيس للبنان قبل ثمانية أشهر، كما أنه من المهم أن يقرر السياسيون الاتفاق لإخراج البلاد من أزمتها ولكن لن يتمكنوا من ذلك وحدهم فهم بحاجة الى الإشارت الخارجية التي تساعدهم على ذلك".

إذاً، وحتى يحين موعد التسوية الكبرى، يبقى الحراك الحاصل في البلد بما فيه إنعقاد ​طاولة الحوار​ على مدار الثلاثة أيام المقبلة مجرد محاولة لكسر الجمود الحاصل بإنتظار أن تأتي الإشارات الخارجية ويحين موعد إنتخاب الرئيس الذي وبحسب التحليلات لن يكون في المدى المنظور القريب.