زيحي يا غُيومُ، وافْسِحْ يا مَدى وَاعْقِدْ حُلى... وَانْثُرْ عِطْراً يا نَدى

يا أنجُمَ الأَفلاكِ صيغي تاجاً ثمَّ اخْضَعي...ضَوءٌ بِلا مَريَمَ يَعلو سُدى

قُمْ يا مَلاكَ الرَّبِّ وَانْظِمْ فَيلَقاً سُلطانَةُ الكَونِ تُتِمُّ المقْصِدا

أَلحانَ مجدٍ رَتِّبُوا...واسْتَقْبِلوا مَنْ...إِسْمُ عَدْنٍ، باسِمِها، تَجَدَّدا

ذِكْرى انْتِقالِ العَذراءِ مَريمَ لَيْسَتْ سِوى لِحُبِّ ياسوعا صَدى

يا سِرَّ أَسرارِ الوُجودِ...مَريمُ لولاكِ وجهُ الربِّ حُبّاً ما بَدا

إِنْ كُنتِ قَبلَ الخَلقِ في مَشروعِهِ يَعني بِشَخْصِكِ النَبيلِ اسْتَنْجَدا

لم يَرضَ إِلاَّكِ...إِلَينا إِنْ أَتى، مِنْ جِسْمِكِ الوَاني على الشرِّ عدى

عَلامَةُ الإِعجابِ سِرُّ مَوتِكِ لَم تَنظُري في الأَمواتِ مَرْقِدا

قُلْ كَيفَ تَبْلى! مَنْ حَياةً وَهَبَتْ مُعطي الوُجُودَ...والخَليقَةَ افْتَدى!

قُلْ كَيفَ يَفْنى كائِنٌ!، إِنْ مِنْ ثَرى، مِنْ جِسمِهِ الإِلَهُ إِنساناً غَدا

قُلْ كُيفَ يُرمَى للدَمارِ هَيكَلٌ! لِلربِّ كانَ مَسْكِناً ومَعبَدا

ما فَضلُ مَريَمَ سِوى إِسهامِها مَعيَّةَ الإِلَهِ في سِرِّ الفِدى

كُرْمى الحَنانِ مِنْ جَنانِ امْرَأَةٍ عَنْ مَجدِ لاهُوتٍ قَد تَجَرَّدا

قَد جاءَ إِنساناً يَعيشُ حالَنا في الناسُوتِ سِيرَةَ الأُمِّ اقْتَدى

أولى المخلَّصين...بلا خطيئةٍ للحبِّ قد صار القلبُ موقِدا

شَريكَةُ الإِبْنِ مِنَ التَّجَسُّدِ حَتَّى الصَلْبِ...ما الآبُ حَدَّدا

أَرْضَ الشَقى...نُكرانَ إِبنِ آدَما فَوقَ الصَليبِ- مِنْ دَمِها- عَمَّدا

حَقُّ انْتِقالِ الأُمِّ مِنْ وَعْدِ ابْنِها فالموتُ لا الجِسْمَ ولا الروحَ اسْتَعْبَدا

لَنْ يَنكُرَ الإِبْنُ حَنانَ أُمِّهِ كَمْ مَرَّةٍ لحِضنِها تَودَّدا

كَم داعَبَتْهُ، والدَلالُ قُبَلٌ حَيثُ غَدا الربُّ السعيدُ أَسعَدا

في العَينِ، كَمْ شاهَدَ، قَبْلَ السَقْطَةِ، عَدْناً...إِليه الخالِقُ تَردَّدا

طُهراً، سلاماً، خِدمَةً، وَداعَةً مِنْ نَسجِ أَنْقى نَفسٍ قَدِ ارْتَدى

يا وَردُ، يا أَطيارُ، يا بَهائِمُ وكُلُّ حَيٍّ في الوَرى تَشَرَّدا

نحو العُلى أَلحاظَكُم...إِذْ مَريمُ عَنْ جانِبِ الثالوثِ حازَتْ مَقْعَدا

عادَتْ إلى حَيثُ أَرادَها اللهُ قَبلَ الزَمانِ...دَربَها إِذ عَبَّدا

لا الفِكرُ، لا القَلبُ ولا الجِسمُ مَعاً ضِدَّ الإِلَهِ ثارَ أَو تَمرَّدا

ما مَسَّ فيها الشَيطانُ غايَةً ولا سِهاماً نَحوَها قَد سَدَّدا