إنتهت جلسة مجلس الوزراء حاملةً معها تأجيل تسريح الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير سنة إضافية بحجة عدم الإتفاق على التعيين، رغم أن وزير الدفاع سمير مقبل طرح ثلاثة أسماء لتشغل المنصب صوّت سبعة وزراء عليها والمفارقة أن مقبل نفسه لم يصوّت لأي من الأسماء التي طرحها ما استدعى التمديد للواء خير نظراً لعدم حيازة أي من الأسماء المطروحة على ثلثي الأصوات.

ما حصل في جلسة الحكومة أشعل غيظ الأفرقاء الذين اقترعوا على الأسماء في الجلسة ومنهم وزارء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" ليخرج وزير الخارجية جبران باسيل من الجلسة مؤكداً أنه على وجود موقف آخر للتيّار بعد هذا التمديد. وفي هذا الاطار يرى المحلل السياسي ​غسان جواد​ أن "مرور تأجيل تسريح اللواء خير سنة إضافية في جلسة الحكومة يعني أن هناك إجماع سياسي من غالبية الأفرقاء على هذا الموضوع، وسيناريو التصويت على الأسماء وعدم حصول أي منهم على ثلثي الأصوات ما هو إلا دليل على ذلك"، لافتاً في نفس الوقت أن "إعتراض التيار على هذا التمديد هو مبدئي". أما الكاتب والمحلل السياسي ​نبيل بو منصف​ فيرى أن "ما حصل هو نتيجة الواقع السياسي السيّء الذي وصلنا اليه والهريان الذي يضرب مختلف المؤسسات في هذا البلد من مجلس النواب الى رئاسة الجمهورية"، ومشيراً في نفس الوقت الى أنه "كان بالإمكان أن يتم تعيين بديل مكان اللواء خير"، شارحاً أن "القضيّة بدأت عبر التمديد لقائد الجيش لتصبح في مكان آخر وبات التمديد يحصل بكلّ المناصب الأخرى غير قيادة الجيش وهذا غير مُبرّر".

"مسألة التمديد لقائد الجيش العماد ​جان قهوجي​ طبيعية كون هذا المنصب هو أعلى من الفئة الأولى وبالتالي يجب أن يكون لرئيس الجمهورية كلمة فيه، وفي ظلّ الفراغ الرئاسي من الطبيعي أن يتم اللجوء للتمديد لقهوجي". هذا ما يراه بو منصف عبر "النشرة"، رافضاً في نفس الوقت "اللجوء الى التمديد للقادة الأمنيين للحجة نفسها، وقد قُدِّمت ثلاثة أسماء الى مجلس الوزراء وكان بالإمكان تعيين أحد منهم خصوصاً وأن الآلية تسمح بذلك ولكن هذا لم يحصل". إلاّ أنّ غسان جواد الّذي أشار الى أن "حزب الله" صوّت في جلسة مجلس الوزراء على الاسماء المطروحة"، استبعد أن "يلجأ الى إعتماد نفس الأٍسلوب في جلسة التمديد لقائد الجيش فموقفه من هذا الأمر معروف ورؤيته للتعينات في قيادة الجيش معروفة وهو مع تأجيل التسريح لقهوجي خصوصاً لحساسيّة الظرف الذي نمرّ فيه".

إنتهت جلسة الحكومة حاملةً معها تأجيل تسريح اللواء خير وبالتالي عدم إجراء ​التعيينات العسكرية​، وبالتأكيد فإن هذا السيناريو سينسحب على التمديد لقائد الجيش جان قهوجي في ظل موافقة غالبيّة الأفرقاء في الحكومة وإعتراض مبدئي من "التيار الوطني الحر" الذي من المستبعد أن يلجأ الى التصعيد في هذا الظرف الذي يخوض فيه معركة رئاسة الجمهوريةّ!